تحول أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش إلى عامل نظافة عندما أخذ مكنسة وبدأ ينظف خزانة الكلية احتجاجا على رفض الشركة المفوض لها هذا الأمر القيام بذلك. ووسط استغراب الطلبة والموظفين والأساتذة، لبس الأستاذ، الذي يعمل محافظا على خزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض، صباح أول أمس الأربعاء، البذلة الزرقاء التي يلبسها عمال النظافة، وحمل مكنسته ودخل إلى قاعة الخزانة وشرع يكنس المكان وينظفه من الأزبال التي طوقت مكان مطالعة الطلبة، الذي يعتبره الأستاذ «مكانا مقدسا»، على حد قوله. وفي الوقت الذي أثار رد فعل أستاذ الأدب الإنجليزي، عبد الله الحلوي، احتجاجا على موقف الشركة المفوض لها تنظيف الكلية، عندما خاطبه أحد المسؤولين «سير عند العميدة هي لي خاصها تتاصل بي»، استغراب الحاضرين من الموظفين والأساتذة الجامعين، لقيت خطوة محافظ خزانة الكلية استحسان الطلبة الذين تجمهروا حوله، وشرع بعضهم في تصوير الموقف «الغريب»، بينما قام البعض بالتصفيق والهتاف تحية للأستاذ. غرابة المشهد الذي رسمه الأستاذ الحاصل على الدكتوراه لم تقف عند هذا الحد، بل عمد عبد الله الحلوي، إلى مسح أحذية الطلبة فور خروجهم من باب الخزانة، كتعبير على «المكانة التي يكنها للطلبة والخدمة التي يجب أن تُقدم لهم»، على حد قول أحد الطلبة الذين حضروا هذا المشهد الغريب في اتصال مع «المساء». وقد تناقل عدد من طلبة كلية الآداب بمراكش شريطا مصورا عبر الهواتف المحمولة، يظهر محافظ الخزانة يضع لصاقا على فمه، ويقوم بتنظيف قاعة الخزانة وجوانبها، كما تناقل الطلبة «الفيديو»، الذي لم تتجاوز مدته 3 دقائق ونصف على الموقع الاجتماعي «فايسبوك». هذا وقامت «المساء» بمحاولات عديدة للاتصال برئيس جامعة القاضي عياض عبد اللطيف الميراوي، ووداد التباع، عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية لأخذ توضيحات منهما في الموضوع لكنهما كانا لا يجيبان على هاتفيهما.