امام المركب الرياضي ممحمد الخامس بالبيضاء، لحظات قليلة تفصل عن موعد انطلاق مباراة ديربي نصف نهائي كأس العرش بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد، ونشاط السوق السوداء لبيع التذاكر وصل ذروة رواجه، فثمن تذكرة "الكرياج" أو المدرجات المكشوفة تضاعف الى اعلى مستوياته، التذكرة التي تباع في الشبابيك بثلاثون درهما، أصبح ثمنها يتجاوز المائة درهم وهذا يجري أمام مرأى ومسمع عناصر القوات المساعدة والتدخل السريع ، أكثر من ذلك بعض هؤلاء المكلفين بالتنظيم ومحاربة الفوضيين، كما وقفت على ذلك "كود"، منخرطون بدورهم في هذه السوق السوداء، فعندما يلج أحد المتفرجين بوابة الملعب، عوض أن تكتفي العناصر المكلفة بقطع الجزء المخصص من التذكرة يحتفظون بها كاملة، قبل بيعها فيما بعد وهي عملية تجري أمام أنظار الجميع
لحظة انطلاق المباراة كان الملعب مملوءا عن آخره، لكن كما عاينت "كود" ذلك، خارج الأسوار، وأمام البوابة يقف حوالي عشرين ألف متفرج يحملون تذاكرهم بين أيديهم، لكنهم محرومون من الدخول، فالسوق السوداء والتذاكر التي أعيد بيعها لأكثر من مرة ملأت المدرجات عن آخرها
إلى حدود الساعة، البيضاويون يحبسون أنفاسهم، والفريقين مازلا متعادلين بعد انتهاء الشوط الأول، الأجواء مشحونة أمام بوابة الملعب، والذين حرمتهم السوق السوداء من دخول الملعب، مازالوا كاتمين لغضبهم، ويترقبون نهاية المباراة لكن الأمور تنذر بالأسوء، وبعض عناصر الأمن التي مهدت للفوضى هي نفسها التي ستتولى فيما بعد احتواء الأمور، نفس الحكاية تتكرر مع كل ديربي بيضاوي..