كود: ما هي الصعوبات التي تواجهينها كامرأة في ظل هذه المسؤولية الملقاة على عاتقك؟ في الميدان العملي لا فرق بين المرأة والرجل. هذا لا ينفي وجود بعض العقبات في هذه العلاقة باستمرار بعض العقليات القديمة، ما يدفع المرأة دائما عند تحمل المسؤولية أن تبذل جهدا مضاعفا لإحساسها بأنها تحت المجهر، وغالبا ما تكون لذلك نتائج ايجابية. وهذا ما يحيلنا على العمل الذي تقوم به وزارة الخارجية منذ عدة سنوات في كل ما يتعلق بتمكين المرأة الدبلوماسية من المسؤولية وفتح المسؤولية امامها. كود: هناك ملاحظة تبدو للعيان هي ضيق المقر المخصص للقنصلية إلى جانب عدم جودة البناية ما سيسبب أضرارا، سواء صيفا أو شتاء. ما تعليقك على ذلك؟ يجري العمل القنصلي الاعتيادي في ظروف طبيعية إذا استثنينا ضيق المساحة التي تسبب نوعا من الاكتظاظ والازدحام في بعض فترات السنة، لكننا، بتظافر جهود الموظفين، يجري التغلب على هذه المشاكل، كما أن الوزارة المعنية، التي تنتهج استراتيجية اقتناء المقرات،، هي بصدد دراسة مشروع شراء مقر يليق بالقنصلية المغربية باورليون. كود: ماهي خارطة الطريق التي تعتمدونها في تسير العمل القنصلي بشقيه الإداري والدبلوماسي؟ من المعلوم أن المهمة الأولى للقنصلية هي تقديم خدمة إدارية جيدة للمغاربة المقيمين بجهة الوسط من حسن استقبال وإنجاز سريع للملفات سواء ملفات البطائق الوطنية، وجوازات السفر، أو عقود إلى غير ذلك. وهذا لا يعفي القنصلية من ملئ أوراش شتى من خلال اعتماد استراتيجية جديدة تنهل من الدستور الجديد، الذي خص الجالية المغربية بأربع مواد من البرنامج الحكومي. وتتجلى هذه الاستراتيجية في نهج مقاربة تشاركية لبناء المشاريع سياسية كانت أو اقتصادية، أو ثقافية، و لانفتاح على كافة فعاليات الجالية المغربية بهدف تسهيل اندماجهم بصفة منسجمة وسلسة داخل مجتمع الاستقبال مع حماية حقوقهم الثقافية والاجتماعية في علاقتهم ببلدهم الأصلي المغرب. كود: ماذا عن وضعية المرأة المغربية في فرنسا عموما وفي جهة أورليون على وجه الخصوص؟ لا يخفى عليك أن واقع الهجرة اليوم يؤكد الثأنيث المتزايد الذي تعيشه، كما أن المرأة المغربية في فرنسا عموما استطاعت تحقيق اندماج إيجابي، وتطوير كفاءات مهنية وقدرات قيادية. بجهة الوسط نجد المرأة المغربية المنتخبة محليا، والجامعية، والمقاولة، غير أنه لازالت هناك فئات هشة اقتصاديا واجتماعيا تحتاج للدعم والمواكبة اليومية لتتمكن من تجاوز عدد من المعيقات الأسرية والاجتماعية. كود: ماذا عن العمل الجمعوي داخل مقاطعة أورليون؟ هناك جمعيات تبدل قصارى جهدها وتشتغل على جميع الأصعدة، لكن هذه المجهودات يلزمها الكثير من الدعم المادي والمعنوي لتواكب الدينامية الشاملة التي يعرفها المغرب، وأيضا التغير الجذري الذي تعرفه مكونات الجالية، وذلك من خلال إبداع طرق ووسائل جديدة للاشتغال. كود: ماذا عن الحقل الديني؟ كما هو معلوم فإن المغرب دولة تنعم تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين بالاستقرار والأمن، وتتسم توجهاته الدينية بالوسطية والاعتدال، ويؤمن بقيم الانفتاح والتعايش. ونحن نعمل مع مختلف الفاعلين في هذا المجال من داخل هذا التصور على ضمان الامن الروحي لأفراد الجالية المغربية من خلال مقاربة مزدوجة تجمع بين التربية و الممارسة، وذلك عن طريق الجمعيات وتشجيع أنشطتها الهادفة لتدريس وتأطير الأطفال والشباب.