ضمن ريال مدريد السبت احراز لقبه ال36 في بطولة إسبانيا في كرة القدم، متقدّماً على مفاجأة الموسم جيرونا وغريمه التاريخي برشلونة، في موسم أظهر خلاله صلابته. تلقي وكالة فرانس برس نظرة على خمسة عوامل أدّت إلى استعادة الفريق الملكي لقبه من برشلونة. العامل 1: بيلينغهام النجم الأوّل لم يتوقع كثيرون أن تكون بداية الإنكليزي الشاب جود بيلينغهام بهذه الجودة مع ريال. بعمر العشرين استهلّ مشواراً مذهلاً في العاصمة الإسبانية. كان الولد الذهبي الجديد للكرة الإنكليزية عنصراً فاعلاً، فعوّض على الأقل من الناحية الاحصائية رحيل المهاجم الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة إلى نادي الاتحاد السعودي. بنى المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أسلوب ريال حول لاعب وسط بوروسيا دورتموند الألماني السابق، لكن الأخير أذهل الجميع بتسجيله عشرة أهداف في أوّل عشر مباريات في الدوري، وأصبح معشوق جماهير ملعب سانتياغو برنابيو التي باتت تهتف باسمه منتشية بعد تسجيله. حتى ولو ان بطارياته تقلّص مفعولها في النصف الثاني من الموسم، إلا انه أفضل مسجّل في ريال مع 18 محاولة ناجحة في الدوري، معظمها في لحظات حاسمة (ثنائية في الذهاب وهدف إياباً في مرمى برشلونة، ثنائية أمام جيرونا وأهداف حاسمة في الوقت البدل عن ضائع). العامل 2: استسلام برشلونة اعتقد برشلونة، حامل لقب الموسم الماضي، مطلع الموسم ان بمقدوره مواجهة ريال، لكن نقاط ضعفه وعدم استقرار نتائجه كانت كلفتها مرتفعة. بعد أن كان صاحب الفضل بتتويجه في 2023، الأوّل بعد رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، تراخى خط دفاعه، وافسح المجال للميرينغي بالابتعاد، علماً بأن الأخير لم يعرف سوى خسارة يتيمة طوال الموسم أمام أتلتيكو مدريد (1-3) في تشرين الأول/أكتوبر. التقط الفريق الكاتالوني انفاسه في نهاية الموسم، بعد ان رجع مدرّبه تشافي عن قرار تركه الفريق في نهاية الموسم والذي أعلنه في يناير. كان الوقت قد تأخر للحاق بريال مدريد المحلّق في الصدارة. العامل 3: عقلية فولاذية "لاحراز اللقب، لا يجب خسارة المباريات التي لا يمكننا الفوز بها"، هكذا لخّص أنشيلوتي سياسة فريقه الشهر الماضي. لم يرحم ريال الفرق الصغيرة وكان على المستوى في المواعيد الكبرى، فوجد الفريق الحلول في المواجهات المعقّدة، غالباً بفضل الموهبة الفردية لبيلينغهام أو البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو. كشف رجال ال"ميستر" نواياهم بعدما سحقوا جيرونا مرتين، 3-0 في أيلول/سبتمبر و4-0 في شباط/فبراير، عندما كان "صغير" كاتالونيا يسعى للمشي "على دعسة" ريال. بعد أن خضع لسيطرة برشلونة ذهاباً وإياباً في الكلاسيكو، قلب ريال الطاولة وفاز مرتين في الوقت البدل عن ضائع (2-1، 3-2). حتى عندما لم يكن في يومه، خرج ريال متعادلاً مع فالنسيا (2-2) أو ريال بيتيس (1-1). العامل 4: دفاع صلب يدين ريال بجزء من لقبه إلى دفاعه (استقبلت شباكه 22 هدفا فقط حتى الان)، الأفضل في الليغا بفارق كبير عن أقرب منافسيه، رغم غياب أمثال البرازيلي إيدر ميليتاو والنمسوي دافيد ألابا معظم الموسم. حمل الألماني أنتونيو روديغر العبء، فيما عاش الظهير الايمن داني كارفاخال موسم مسيرته. انتقل لاعب الارتكاز الفرنسي أوريليان تشواميني دون تعقيد إلى خط الدفاع، إلى جانب مواطنه فيرلان مندي الذي عاد ليلعب دوراً رئيساً على الجهة اليسرى. العامل 5: خيارات أنشيلوتي تميّز الإيطالي بإدارة لاعبيه النجوم، ولم يخطئ بخطة 4-4-2 لمنح أهمية أكبر لبيلينغهام وراء السهمين البرازيليين فينيسيوس ورودريغو. منح الثقة لمهاجميه حتى في فترات التردّد، مركّزاً على استقرار غرفة الملابس عبر شرح مستمر لخياراته. أشرف على بروز نجوم عالميين جدد، أمثال بيلينغهام، الفرنسي إدورادو كامافينغا وتشواميني، وفي الوقت عينه أبقى على مساهمات المخضرمين على غرار الكرواتي لوكا مودريتش، الألماني طوني كروس ولوكاس فاسكيس.