كان اللاعب المحلي دائما في الموعد. كان يعرف المخزن جيدا. كان خبيرا في ما يجب التصريح به عقب كل مباراة. كان دائما يهدي الانتصار للرياضي الأول. كان يبدأ كلامه ببسم الله الرحمن الرحيم كي يبعد الشر. كان يطرد الجن من الملعب. كان يحمد الله. كان بعد ذلك ينسى ما عليه قوله. لأنه غير مهم. كان يلخبط في الكلام. كان اللاعب المحلي عجيبا. كان ظاهرة. كان لكل اللاعبين المغاربة نفس التصريح. كان اللاعب المحلي نتيجة لما نعيشه. كان بدوره ضحية مثل كل مغربي. كان مبرمجا. كانت سنوات الجمر والرصاص بادية عليه. أما الآن. فمن سيهدي الانتصار للرياضي الأول. من سيلعب هذا الدور. من سيحافظ على تراثنا العريق في التصريحات التي تأتي بعد نهاية المقابلة. وهل نعول في ذلك على إبراهيم دياز. وواهم من يعتقد أن بإمكان أمير ريتشاردسون القيام بهذا الدور. وهل سنعتمد على بنجامان بوشواري. وعلى هؤلاء القادمين إلى المنتخب من ثقافات مختلفة. وليس فقط لأنهم نجوم. ويلعبون في ريال مدريد. وفي باريس. وفي إندهوفن. حتى نجيز لهم أن يتحدثوا دون بسملة. ودون إهداء الفوز للرياضي الأول. وللشعب المغربي. والعربي. ولكل المسلمين. وللأخ في الغربة. و لعادل وعبد الصمد وتوفيق... فمن واجب المسؤولين عن الكرة أن لا يفرطوا في التراث المغربي. وفي عاداتنا العريقة. وفي تقاليدنا المتوارثة. وفي هويتنا ومع كل ريتشاردسون. وبنجامان. وابراهيم دياز. يجب وضع لاعب محلي. كي نبقى دولة نامية. وكي لا نجد نفسنا فجأة. ودون استعداد. في مصاف الدول العظمى. وكي ننسجم مع واقعنا السياسي. و مع مجتمعنا. ومع أوضاعنا في المغرب. وكي نمشي جميعا بنفس السرعة. والوتيرة. وليس لأن اللاعب المحلي جيد. ويستحق. لا. بل لأنه يشكل ضمانة. لئلا ينفلت المنتخب الوطني. و يبالغ في الحرية. وفي تعايش كل هذه الثقافات المتواجدة فيه. وفي الاختلاف. وفي فرض هذا الباتشوورك. وهذا التعدد. وهذا الاختلاف. غير الموجود في الواقع. على الواقع. وقد نربح منتخبا قويا. وكأسا. وتألقا. وعلما خفاقا في المدرجات. لكن هل نحن مستعدون لخسارة تاريخنا. وخوفنا. وسلطة دولتنا. وإخضاعها لنا. وهنا تكمن أهمية اللاعب المحلي. ولو كانت تنقصه الخبرة. والنضج. ولو كان غير مهيأ من الناحية البدنية والتكتيكية. فهو بمثابة صمام أمان. كي يبقى المنتخب المغربي هو نفسه المنتخب المغربي الذي تعودنا عليه. فالاختلاف يعدي. والحرية التي يتمتع بها اللاعبون القادمون من ريال مدريد. ومن أكبر الأندية في العالم تعدي. وقد نتحول بتأثير هذه الأسماء إلى جمهور حر. وإلى شعب حر. يقبل كل الثقافات. وكل المعتقدات. وكل الهويات. وكل الأديان. وإلى دولة تضمن الحرية لجميع مواطنيها. و تقبل أن يكون المغربي شبيها بمنتخبه. وفيه ريتشاردسون. وفيه دياز. وفيه المعطي. وفيه المسلم. وغير المسلم. وفيه المواطن الحر. و فيه مواطن العالم. وهذا يشكل خطرا علينا. ويبدو أننا غير مستعدين بعد لنكون مثل منتخبنا. ولا الدولة مستعدة. ولا المغاربة مستعدون. والحل هو زرع لاعب محلي أو أكثر بين بنجامان ودياز وريتشاردسون كي لا يخلو لهم الجو وكي لا نجد أنفسنا في مصاف الدول المتقدمة والقوية. ولا من يحمد الله بين اللاعبين ولا من يبسمل ولا من يهدي هذا التأهل إلى الرياضي الأول.