في سعيها الحثيث لاكتشاف أسرار الطبيعة، منحت الشابة المغربية المصورة الفوتوغرافية المتجولة وفاء قوبع، لنفسها الشجاعة والتحدي، بل أكثر من ذلك القدرات النفسية والجسدية، وهدفها في ذلك الجمع بين الفائدة والمتعة (التجوال والتصوير الفوتوغرافي). حزام المعصم، وأحزمة أخرى، كلها لوازم وأدوات تتيح لابنة مدينة وجدة إبقاء عدستها في متناول اليد، لتوثيق مناظر طبيعية رائعة ولحظات عابرة، في تجربة غنية على المستوين الشخصي والإبداعي. ولا تخفي هذه الشابة شغفها الحقيقي بالتصوير الفوتوغرافي الذي ولجت غماره قبل أربع سنوات، أثناء مغامراتها في أحضان الطبيعة، على الرغم من مسارها المهني الذي قادها إلى المجال البنكي والمالي، حيث حصلت على شهادة الماستر. وتعتبر وفاء العاشقة للطبيعة والمتعددة الأسفار، أن مسارها كمصورة فوتوغرافية متجولة يعد بالنسبة إليها مصدر إلهام يومي، يحفزها على تقاسم هذا الشغف مع جمهور يتزايد باستمرار من خلال ما تلتقطه بعدستها من صور فوتوغرافية. وقالت المصورة الفوتوغرافية "لقد أتيحت لي الفرصة مؤخرا لتحقيق مشروع قريب إلى قلبي وهو معرضي الأول بعنوان (الجبال السحرية)، والذي يقدم صورا للمناظر الطبيعية المغربية عبر الفصول، ويتيح للزوار رؤية آسرة للطبيعة"، مشيرة إلى أنها شاركت أيضا، في المعرض الجماعي "رؤى مختلفة"، الذي نظمته الفيدرالية المغربية للفن الفوتوغرافي. شغفها الدائم بالتصوير الفوتوغرافي وافتتانها بجمال الطبيعة ساعدا وفاء قوبع التي لا تفارق الابتسامة محياها، على النجاح في التقاط بعدستها مشاهد ومناظر طبيعية مذهلة، تحكي كل صورة قصة وتثير المشاعر. وتضيف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "في البداية، كانت صوري عبارة عن بورتريهات التقطتها دون أن أكون على دراية تامة بقواعد فن التصوير. وأثناء رحلاتي الاستكشافية أ تيحت لي فرصة الالتقاء بخبراء التصوير الفوتوغرافي، فكانت نصائحهم ومعارفهم مفيدة بالنسبة لي في تطوير مهاراتي التقنية وتنمية شغفي بهذا الفن". بالنسبة لهذه الشابة المتجولة، فإن الجمع بين المشي لمسافات طويلة والتصوير الفوتوغرافي هو نوع من الانسجام بين شغفين يكمل أحدهما الآخر ببراعة. وتابعت "يتيح لي المشي لمسافات طويلة التواصل مع الطبيعة والهروب من أعباء الحياة اليومية واكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة. إنها لحظة أشعر فيها بالحرية، حيث يمكنني الانغماس تماما في بيئتي. التصوير الفوتوغرافي، بالنسبة لي، وسيلة لتخليد هذه اللحظات الساحرة، وتصوير جمال الطبيعة، ومشاركة هذه اللحظات مع الآخرين". ولا تتوانى وفاء أثناء الخوض في مغامراتها، في التعبير عن الإحساس بالحرية والرغبة في الاكتشاف. وقالت "كل رحلة هي مغامرة جديدة، تحمل نصيبها من الأحداث والعجائب غير المتوقعة التي يجب اكتشافها. إن السفر عبر المسارات والمناظر الطبيعية الخلابة أثناء التقاط صور لهذه اللحظات من خلال عدستي منحني فرحا وارتياحا لا يوصفان". وارتباطا بممارسة هذا النشاط الذي يزداد الإقبال عليه من قبل النساء في المغرب، تطرقت وفاء لتجاربها خلال الرحلات التي قامت بها عن طريق المشي لمسافات طويلة، خاصة في منطقة الأطلس المتوسط. كما أتيحت لها الفرصة للمشاركة في تحديات أكثر طموحا في الخارج، مثل تسلقها جبل كليمنجارو (تنزانيا) السنة الماضية. وقالت "كامرأة، وجدت أن الرحلات تمثل تحديات فريدة، سواء جسديا أو اجتماعيا. على المستوى الجسدي، يمكن للاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء أن تؤثر على طريقة تعاملنا مع المشي لمسافات طويلة وفي مرتفعات شاهقة. أما على المستوى الاجتماعي، هناك في بعض الأحيان تصورات وتوقعات مختلفة للرحلات بالنسبة للنساء في بيئات معينة، الأمر الذي يتطلب بعض الإحساس والإعداد الإضافي". وتابعت "كانت هذه التجربة ملهمة وشاقة، لكنها مكنتني من تجاوز حدودي الشخصية وعيش لحظات لا تنسى". وفي معرض حديثها عن مشاريعها المستقبلية، أوضحت هذه المصورة الفوتوغرافية المتجولة أنها تستعد حاليا لرحلة مقبلة دولية، وهي مرحلة جديدة في سفرها الشخصي والتصويري. وأضافت "كل خطوة إلى الأمام هي فرصة لاكتشاف مناظر طبيعية جديدة، وثقافات جديدة، والتواصل بشكل عميق مع العالم الذي من حولي". وخلصت إلى القول "قد تكون الرحلات الاستكشافية صعبة، ولكن في هذه الصعوبة يكمن جمالها الحقيقي وقوتها التحويلية".