لا يبدو أن اعتقال معاذ بلغوات، المعروف بالحاقد ثم يونس بلخديم شاعر حركة 20 فبراير معا في وقت واحد كان مجرد صدف. الحاقد الذي يتابع في حالة اعتقال واتهم محاميه الشرطة باختطافه رغم أن وزارة العدل نفت ذلك ل"كود"، انتقد الملك في أغنيته "كلاب الدولة" التي سجلها في 2008 أو في أغانيه الاخرى، ليتم اتهامه بإهانة السلطات. مؤيدوه من محاميه والناشطين الحقوقيين الذين التقتهم "كود" ذهبوا إلى ان هذه التهم رغبة من السلطات لإسكات صوت ينتقد النظام الملكي وفي كل أغنية يرفع السقف عاليا. في قضيته الأولى المثيرة للشبهة ولكثير من الأسئلة قاضاه شخص يعيش في إيطاليا ويقول أنه من الشباب الملكي، واتهمه بالاعتداء عليه فقضى أربعة أشهر وتعبأت الجمعيات الحقوقية والمناضلين والناشطين في المجتمع المدني لإطلاق سراحه وحقق هؤلاء نصف النصر بعد الحكم عليه بداية شهر فبراير بما قضي (أي أربعة أشهر).
هذه المرة تخرج المديرية العامة للأمن الوطني لتقاضي الفنان نفسه بتهمة سب هيئة عامة، وهذه أول مرة يسمع فيها المغاربة أن المديرية العامة للأمن الوطني تلاحق فنانا أساء إليهم وهناك أغاني لفنانين مغاربة فيها انتقاد شديد للشرطة ولم تحرك ضدهم دعاوى، مما يرجح، حسب ما يقوله مساندو الحاقد، بكون السبب الحقيقي لاعتقاله هو انتقاده الشديد للملك في الأغنية "كلاب الدولة" التي سجلها قبل حركة عشرين فبراير وتابعها حوالي 130 ألف شخص.
وكان عبد الاله بن عبد السلام من الجمعية المغربية لحقوق الانسان قد اعتبر في تصريح ل"رويترز" اعتقال بلغوات يأتي في وقت "تتزايد فيه القيود على حرية التعبير والرأي في المغرب".
اليوم يتابع شاعر الحركة بالبيضاء يونس بلخديم بتهم أكثر، وهي الضرب والسب للشرطة واقتحام مؤسسة عمومية، (في إشارة إلى الدار الحمراء). هذا الشاعر الشاب انتقد في قصائده الملك وكان قد مزق صورته في مسيرة بالحي المحمدي قبل أسابيع، واعتقل قبل أن يتم الإفراج عنه. الشاب متابع هو الآخر في حالة اعتقال، وسيمثل اليوم أمام القاضي بالقطب الجنحي بالبيضاء.
الشرطة طرف في التهم الموجهة إلى الحاقد وبلخديم، ولا أحد يصدق أن الشرطة هي من يحرك الملف، فاقتحام المؤسسات العمومية أصبحت رياضة مغربية كل يوم يتم اقتحام العشرات من قبل العاطلين عن العمل ولا أحد يتابعهم وكل يوم يتحرش ذوي النفوذ برجال الأمن ويسبونهم دون أن تتم متابعتهم، لكن هؤلاء لا ينتقدون النظام.