كما عودتنا جماعة العدل و الإحسان في كل المحطات السياسية و الإجتماعية ذات الرياح 'القادمة من الشرق' بتغريداتها النشاز و محاولاتها المتكررة لإعادة إحياء البوليميكات المهترئة، تطوف مرة أخرى يوم الأحد فوق جلد أحداث غزة(كما فعلت في خرجات سابقة داعمة لفلسطين) مرددة بالصهيل و النعيق "هذا عيب، هذا عار و الصهيوني مستشار"(نعتذر و نعبر عن خجلنا من إعادة ترديد هاذ الهراء التافه و لكننا مضطرون لوضع القارئ في الصورة) العيب و العار الحقيقيان هو ما تقوم به الجماعة في كل مرة في خرجاتها، مستعملة تقنية "الحيط لقصيور" و الركوب على أمواج الحركات الإجتماعية الداعمة للقضايا الإنسانية العادلة المجردة من المنطق الديني لتحاول دمغها بطابع الفتنة العرقية و التفرقة الدينية في خرق سافر لمبادئ الدين الإسلامي المنادي بالسلام و الإخاء الإجتماعي و ضاربة بعرض الحائط مبادئ الدستور المغربي. الدستور المغربي و هو القانون الأسمى في المغرب يركز في ديباجته على أن المملكة المغربية هي "موحدة بإنصهار كل مكوناتها العربية-الإسلامية و الأمازيغية و الصحراوية الحسانية و الغنية بروافدها الإفريقية و الأندلسية و العبرية و المتوسطية"، كما يحظر جميع أنواع التمييز بسبب الجنس أو اللون أو العرق أو المعتقد..." و هذا هو ما يؤمن به المغاربة في هذا الوطن اللهم من يؤمنون أن الأمة ليست بمغربية و تتسع حدودها إلى أبعد من إيران...! المفارقة المخجلة أنه في نفس الفترة التي خرج فيها السيد المستشار(كما عودنا دائما في جميع المحطات) مؤخرا في بنجرير في محفل دبلوماسي ضخم على مسمع و مرئ كل فاعلي البنك الدولي و صندوق النقد الدولي مستهلا خطابه الإنساني بإعتزازه بمغربيته و فخره بوطنه المغرب، معددا إنجازات بلده في جميع المجالات مناديا المجتمع الدولي للتعاون و التكافل و دعم تجربة المغرب الرائدة في مجال العيش المشترك مناديا إياه لدعم التجربة المغربية في المجال الثقافي و الفني لتعزيز الإنسانية و السلام، معبرا بكلمات ملهمة و رنانة " أنا مغربي و مدينتي الصويرة"، تأتي جماعة العدل و الإحسان يوم الأحد في الرباط في مسيرة داعمة لغزة و في محاولة يائسة لجلب الأضواء تردد شعارا مهترئا لا يمثل المغرب و المغاربة أبدا. القضية الفلسطينية العادلة هي قضية نزاع على الأرض و لم تكن أبدا حربا دينية أو طائفية و جل المجتمع الدولي إنتفض أنينا كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو ملحدا لرؤية المدنيين يقتلون و الأطفال يشردون و لا حاجة لنا بجماعة العدل و الإحسان للخروج و ركوب الأمواج في قضايا لا يختلف فيها إثنان، فهي بهكذا سلوكيات تلوث فقط القضايا الإنسانية و تلطخها بألوان فكرية عنصرية ظلامية هي بريئة منها براءة الذئب من دم بني يعقوب. و لا حاجة لنا أيضا لشرح الواضحات فتحليلها من المفضحات و خصوصا في ما يتعلق بمسألة تعريف 'المغربي الحقيقي' في هذه البلاد و تعريف من هو الموالي لإيران و من الموالي لأردوغان. و لا حاجة لنا أيضا للخوض في تعداد إنجازات المستشار و تاريخه المشرف الذي تشهد به كل المنظمات الدولية لأن الحيز المخصص لهذا المقال لا يكفي و لن يكفي و لكن يكفينا أن نذكر القليل منها كمهرجان كناوة و الصويرة و الإشعاع العالمي لمجموعة المآثر التي تم تسجيلها كثراث عالمي نفخر به. و في الأخير نتسائل و نسائل العدلاويين: و أنتم ماذا قدمتم للمغرب بعد سنوات الصراعات و الإقتتالات و البلطجة في حرم الجامعات؟ و ماذا قدمتم في العهد الجديد غير هذا الزعيق و النشاز في الخرجات ؟ فمن 2004 إلى 2009 إلى عشرين فبراير إلى حراك الريف إلى اليوم و المحطات تتوالى و العدل و الإحسان تخرج لتستعرض العضلات أمام الكاميرات و تتحدث بإسم الأمة و لا تذكر أبدآ الوطن.. تتاجر بالقضايا العادلة.. و تعود لتختبأ وراء ستار القافلة... و لكن يكفينا في محفل الأحد أن نرى البرهان على أن الهتافات لم تعد تجلجل كما كانت.. فالعضلات قد إنكمشت و العظام قد هرمت و إدعاء المليونيات قد أصبح حفنة من قليل من العشرات...حتى كادت الجموع..أن تبخرت.