كان الكوميسير مصيبا وهو يمنع دخول الكوفية إلى الملعب. كان على حق وهو يُحذّر منها. كان يمارس القانون. كان يطبق الأوامر. كان مقنعا في ذلك اللايف. كان فاضحا لولاية الأمن. كان محرجها لها. ولبلاغها. ولروايتها. ولنفيها. كانت ولاية الأمن تتصرف كأنها تنتمي إلى عالم ما قبل الأنترنت. وما قبل اللايفات. كان بلاغ الكوميسير مضادا لبلاغ ولاية الأمن. كان بيان حقيقة. كان الكوميسير يحمي الجمهور. ويحمينا جميعا كمغاربة. من خطر الكوفية. كان واضحا. كان رجال الأمن في الدارالبيضاء يبحثون عن الكوفيات. ولا يسمحون بولوجها إلى الملعب. كانوا يُكذّبون إدارتهم. كانوا يمارسون عكس ما جاء في البلاغ. ولنكن صرحاء. ولندافع عن أمننا الوطني. فالكوفية قاتلة. الكوفية مدججة بالأسلحة. والرسائل. والمعاني. الكوفية الفلسطينية إرهابية. ودموية. وداعشية. وطالبانية. ومتخلفة. وظلامية. وعدو لإسرائيل المتنورة. والديمقراطية. الكوفية ليست مجرد وشاح كما يظن بعض السذج. ليست مجرد قطعة قماش. ليست مجرد كوفية يلتحفها المناضلون. وشباب اليسار في العالم. والهامشيون. والجدات. والأمهات. في المغرب. وفي كل مكان. لتقيهن البرد. وليست شماريخ. ولا حشيش. لا. هي أخطر من الحشيش. والمفرقعات. ومن كل الألعاب النارية. الكوفية لها صلة بتنظيم الدولة. الكوفية تنتمي أيضا إلى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. وكل كوفية هي ذئب منفرد. و قد تنفجر في أي لحظة. الكوفية قنبلة موقوتة في المدرجات. الكوفية يغطي بها أبو عبيدة وجهه. الكوفية قناع. الكوفية خلفها تكمن جرائم لا تحصى. الكوفية ترمز إلى حماس. الكوفية تصنع بها الصواريخ. الكوفية تستعمل في حفر الأنفاق. الكوفية رمز. الكوفية من واجبنا محاربتها. وتحذير النشء الصاعد من حملها. ومن الاقتراب منها. الكوفية ليست محايدة. الكوفية منحازة إلى شعب يتآمر عليه كل العالم. الكوفية هوية. الكوفية ليست بريئة. الكوفية فيها تذكير بأن البشر مازالوا يميزون. وأن الإنسان لم يمت بعد. الكوفية تؤكد أننا لم نصر بعد جميعا إسرائيليين. وفي صف الاحتلال. الكوفية عادت بعد أن ظنوا أنهم قضوا عليها. الكوفية تفضح من يريد أن يبعد المغاربة عن فلسطين. الكوفية متطرفة. الكوفية مثيرة للشغب. الكوفية تعيق الرؤية في رقعة الملعب. الكوفية تحرض على العنف. وعلى الكراهية. وعلى معاداة السامية. الكوفية معظم الصحافة المغربية الإلكترونية تقف موقف الرافض لها. وتنتصر لبلاغ ولاية الأمن. وتقدمه كحقيقة مطلقة.
الكوفية فضحتنا جميعا. الكوفية كشفت كم نحن مستعدون في هذه المهنة لتصديق رواية ولاية الأمن. ورغم أن كل شيء واضح. ورغم كل الصور. ورغم كل الفيديوهات. ورغم كل الشهادات. ورغم صوت السيد الكوميسير. ودرسه القانوني. والسيادي. فإن"ولاية أمن الدارالبيضاء تنفي بشكل قاطع الأخبار الزائفة، التي تدعي بشكل مشوب بالتضليل، منع سيدة من ولوج المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، بدعوى حملها لوشاح يتضمن علم دولة عربية". ورغم أن الأمر يتعلق بزميلة لنا. إلا أننا في هذه المهنة. ننتصر دائما لولاية الأمن. وهذا يعود لخطورة الكوفية. ولماضيها الإجرامي. ولسوابقها. ولتهديدها للمدنيين. وللإسرائليين المطمئنين في بيوتهم. وللعالم الحر. الذي لم يعد يتحمل هذا التضامن. وهذا التعاطف مع شعب يتعرض للإبادة. وأي ظهور لها. وأي حمل للكوفية فهو يعرقل القصف والتوغل الإسرائيلي في غزة. ويقدم خدمة لحركة حماس الإرهابية. كما أن الكوفية معرضة للاشتعال في أي لحظة. ولها نزوع دموي. ولا تحترم الاختلاف. ولا تقبل بالدولة العبرية. وتنفي أي وجود للمحرقة. ولا تدين ما تعرضت له إسرائيل في 7 أكتوبر. ناهيك عن أنها مزورة. وليست أصلية. مما يعرض أصحاب الحقوق إلى الضرر. أما إذا ظهر لكم رجل أمن يمنع ولوجها إلى الملعب. أما إذا سمعتم الكوميسير يتحدث عن الكوفية صراحة ويفتي في أمرها ويحرمها فهذه كلها أخبار ملفقة وفيديوهات مصنوعة صنعا. وقد كذبتها ولاية الأمن. ونفت صحتها. ونشرنا نحن في الصحافة الخبر اليقين. وبرأنا الأمن. وشجبنا. ونددنا بالكوفية الفلسطينية.