أعلن الرئيسان الأميركي والمصري أن المساعدات الإنسانية التي ينتظرها الفلسطينيون في غزة ستبدأ المرور عبر معبر رفح من مصر المجاورة للقطاع الخاضع لحصار منذ هجوم حماس على إسرائيل. وجاء هذا الإعلان بعد زيارة قام بها جو بايدن الأربعاء إلى إسرائيل وجدد خلالها دعمه لحليفته وبرأها من الضربة التي أصابت مستشفى في غزة وادت إلى سقوط قتلى مما اثار موجة غضب في الشرق الأوسط. وقال بايدن الذي يؤكد أن لديه أدلة دامغة مصدرها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه "بناء على المعلومات التي حصلنا عليها حتى الآن، يبدو أن (الضربة) نجمت عن صاروخ حاد عن مساره أطلقته جماعة إرهابية في غزة". وحملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على السلطة في غزة، إسرائيل مسؤولية عن هذا الهجوم، كما فعلت إيران وعدد من الدول الإسلامية التي خرج فيها آلاف المتظاهرين إلى الشوارع الثلاثاء والأربعاء للتنديد "بالجرائم الصهيونية". قال بايدن الذي جاء إلى المنطقة للعمل أيضا على إيصال المساعدات الدولية إلى غزة حيث تلوح كارثة إنسانية حسب منظمة الصحة العالمية، إنه حصل على موافقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على السماح "بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة" من رفح، المعبر الوحيد للقطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل. لكن هذه المساعدات قد لا تصل قبل الجمعة بسبب أشغال يجب تنفيذها على الطريق الذي دمره القصف الإسرائيلي. وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي وبايدن اللذين تحادثا هاتفيا مساء الأربعاء، اتفقا على "إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام". وكان بايدن أكد قبل ذلك أن إسرائيل وافقت على ذلك. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "إسرائيل لن تمنع المساعدات الإنسانية من مصر طالما أنها تشمل الغذاء والماء والدواء للسكان المدنيين في جنوب قطاع غزة". لكن إسرائيل وضعت شرطا لذلك. فهذه المساعدات لن تمر عبر أراضيها قبل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وتقول الحركة الفلسطينية إنها تحتجز ما بين مئتين و250 رهينة بينما تتحدث اسرائيل عن 199 على الأقل. وقال بايدن إن إطلاق سراحهم هو "أولوية مطلقة". وفي موسكو، أعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية أن روسيا ستسلم قريبا 27 طنا من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة. قتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين يوم هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي أوقع أكبر عدد من القتلى منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. رداً على ذلك، تقصف إسرائيل بلا هوادة منطقة غزة الصغيرة المكتظة بالسكان مما أدى إلى مقتل 3478 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين الفلسطينيين، حسب السلطات المحلية التي لم تحدد ما إذا كانت هذه الحصيلة تشمل ضحايا المستشفى الاهلي العربي بغزة. وفر أكثر من مليون من سكان جنوب القطاع تحت تهديد هجوم بري إسرائيلي في الشمال. واستخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الأربعاء يدعو إلى "هدنة إنسانية". وانتقدت واشنطن النص لأنه لم يذكر "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". وتنتظر عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الدولية في مصر منذ أيام الدخول إلى غزة. وقال مارتن غريفيث منسق الأممالمتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ الأربعاء، إن القطاع بحاجة إلى كمية هائلة من المساعدات الإنسانية تبلغ مئة شاحنة في اليوم، مشددا على ضرورة ضمان أمنها. ويحتاج سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى الماء والغذاء. وهم محرومون أيضا من الكهرباء تحت حصار فرضته إسرائيل منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر على القطاع، الذي يخضع أساسا لحصار بري وبحري وجوي، منذ وصول حماس إلى السلطة في 2007. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الغارة التي استهدفت المستشفى الأهلي العربي أو المستشفى المعمداني في وسط قطاع غزة، مساء الثلاثاء أسفرت عن سقوط 471 قتيلاً على الأقل من نازحين من النزاع كانوا يحتمون داخل مباني المستشفى. لكن مسؤولا استخباراتيا أوروبيا كبيرا قال طالبا عدم كشف هويته إن العدد أقل من ذلك بكثير على الأرجح ولا يتجاوز خمسين قتيلا على الأكثر. وتظهر صور وتسجيلات فيديو لوكالة فرانس برس عشرات الجثث في ملاءات أو أكياس سوداء أو تحت بطانيات. "لا وجود لحفرة" وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس مقدما صورا لدعم اقواله في مؤتمر صحافي ليل الأربعاء الخميس أن "هذه ليست قنبلة إسرائيلية لأنه لا وجود لحفرة في الصور". وقالت حركة الجهاد الإسلامي التي تعتبرها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية على غرار حماس، إن قنبلة أسقطتها طائرة عسكرية إسرائيلية هي التي تسببت بهذه المأساة. وفي تسجيل فيديو تأكدت وكالة فرانس برس من صحته تظهر ألسنة لهب تتصاعد ليلا مما يبدو أنه فناء أحد المباني. وقال عدنان الناقة (37 عاماً) الذي لجأ مع عائلته إلى المستشفى ونجا بأعجوبة إنه رأى "كتلة نار هائلة. كل الساحة اشتعلت بالنار ورأيت الجثث تتطاير في كل مكان، أطفال ونساء وكبار في السن". وتظاهر آلاف الأشخاص الأربعاء دعما للفلسطينيين في القاهرة وقرب السفارة الإسرائيلية في عمان، وفي تونس أمام السفارة الفرنسية، إحدى الدول المتهمة بأنها "حليفة للصهاينة" في هذه الحرب. كما تظاهر الفلسطينيون في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. ويتصاعد التوتر أيضا على الحدود مع لبنان، حيث يجري تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، وكذلك في الضفة الغربية حيث قُتل 64 فلسطينيا بينهم 18 طفلا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر حسب آخر حصيلة للأمم المتحدة.