أخيرا يظهر خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، لينظم وقفة احتجاجية أمام البرلمان ضدا على مشاركة وفد إسرائيلي في اجتماع الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، يوم السبت 24 مارس أمام مقر البرلمان بالرباط. المثير في هذا الظهور العمومي لأحد أبرز وجوه القومية العربية في بلادنا، أنه يأتي بعد سبات عميق لهذا المدافع عن "الشعوب العربية" دخل فيه منذ بداية الثورة السورية وما رافقها من قمع دموي رهيب من جانب حزب البعث الحاكم في سوريا.
حتى أن السفياني سبق له أن رفض تلبية دعوة لحضور برنامج على قناة الجزيرة ليدلو بدلوه في المأساة السورية، وهو الذي كان لا يكاد يغيب عن نشرات "المغرب العربي" لما كانت الجزيرة في صف ما يسميه السفياني "قوى الممانعة". قوى لا يبدو أن السفياني متحمس لسقوطها كما كان متحمسا لسقوط "قوى الاعتدال" التي عصفت الثورات الشعبية الإسلامية باثنثين منها في تونس ومصر.
خالد السفياني اختار في البداية، ضمنيا، عن دعمه للإرهاب الذي يمارسه النظام السوري في حق شعبه قبل أن يلوذ بالصمت ويختفي عن الأنظار وكأن الشعب السوري لم يعد شعبا "عربيا" يستحق الدعم من الهيئات التي ينشط فيها السفياني. دعم الرجل الواضح لبشار الأسد ومعمر القذافي تجلى من خلال البيان الختامي الصادر عن الدورة الثامنة للمؤتمر القومي الإسلامي المنعقد يومي 16 و17 أبريل 2011 بالعاصمة اللبنانية بيروت.
بيان اكتفى بالتأكدي على "دعم مطالب الإصلاح في سورية إلى جانب دعم مواقف سورية الحاضنة للمقاومة الفلسطينية والمساندة للمقاومة اللبنانية والممانعة للهيمنة الأمريكية والشرق أوسطية الصهيو – أمريكية"، دون أن يوضح هذا البيان الذي وقع عليه السفياني بصفته "عضوا للأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي"، كيف يمكن دعم مطالب الإصلاح في سورية مع دعم مواقف النظام السوري في نفس الوقت!