دعت الأمانة العامة للأحزاب العربية، الزعماء العرب في قمتهم المقبلة، إلى تبني مشروع عربي متكامل يحفظ هوية الأمة ووحدتها المستهدفة بالتجزئة وثرواتها المستهدفة بالنهب. وأكد البيان الختامي للدورة 45 للأمانة العامة للأحزاب العربية المنعقدة في الرباط، برعاية حزب العدالة والتنمية، وجود مخطط صهيوني تتبناه الإدارة الأمريكية، وتسعى إلى تنفيذه على أرض الواقع، ولمواجهته، طلبت الأحزاب العربية الزعماء العرب إلى دمقرطة الحياة السياسية، وتقوية الجبهة الداخلية، وإقرار التعددية السياسية، ومبدأ التداول السلمي على السلطة، وإطلاق الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان، وإعمال القانون، واحترام حرية الصحافة، وإفراغ السجون من المعتقلين السياسيين، وبناء عقد اجتماعي جديد تكون فيه الدولة أداة في خدمة المجتمع، مع ضرورة اضطلاع الأحزاب العربية بهذا الدور، والعمل على دمقرطة حياتها الداخلية وتحويلها إلى نموذج للعمل الديمقراطي. وفي الشأن الفلسطيني، حيا البيان الختامي، الصمود البطولي للشعب الفلسطيني، ودعا إلى حوار جدي بين جميع الفصائل الفلسطينية، على قاعدة الوحدة الوطنية، وحماية المقاومة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفقا لإعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني، والتوقف عن إجراء المفاوضات العبثية والتنسيق الأمني حتى إزالة المستوطنات والجدار العنصري العازل والإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال. وفي الشأن العراقي، حيت الأمانة العامة للأحزاب العربية، نضال ومقاومة الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال الأمريكي وعملائه، ومواجهة المشروع التقسيمي الرامي إلى اجتثاث المقاومة. وفي الشأن اللبناني، دعا البيان إلى استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وحماية المقاومة، والتصدي للتطبيع مع الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا، وحل الخلافات السياسية عبر الحوار والشراكة على قاعدة الدفاع عن المقاومة، والتصدي للمشروع الصهيو-أمريكي. وفي الشأن المغربي، أكدت الأمانة العامة للأحزاب العربية على دعمها الكامل للحق المغربي في استرجاع سبتة ومليلية والجزر المحتلة، كما دعت إلى التعجيل بحل قضية الصحراء بما يحقق المصالح العليا لشعوب المغرب العربي، ومنع خيار التجزئة والتفتيت الذي عانت منه الأمة ولاتزال. ويعد هذا البيان، بخصوص الشأن المغربي، حسب مهتمين، انتصارا للحق، كونه أكد على الوحدة الترابية للمغرب في الصحراء، من قبل 120 حزبا تنتمي إلى الأمانة العامة للأحزاب العربية، بينهم أحزاب جزائرية، وهي جبهة التحرير الوطني الحاكم، وحركة الإصلاح الوطني، وحركة مجتمع السلم، وحركة النهضة. وكان سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبر عن سعادته لاستضافة المغرب للدورة الخامسة والأربعين للأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، مشيرا إلى أنها تأتي في سياق دولي دقيق، وأجواء عربية مشحونة بالمآسي والأزمات. وأوضح العثماني، الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن مؤتمر الأحزاب العربية لن يقف عند حد مناقشة مسألة التخلف الاقتصادي، ومطلب تحقيق الديمقراطية، وترسيخها سلوكا وعملا من أجل بناء دول الحق والقانون، بل سينكب أيضا على دراسة السبل الكفيلة برفع الحصار المضروب على أهالي غزة الذين يعانون التقتيل والتجويع وكل أشكال الإبادة من قبل الكيان الصهيوني. ومن جهته، دعا خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، الزعماء العرب إلى سياقة شاحنات محملة بالمواد الغذائية والأدوية، وعبور معبر رفح لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، مبرزا أنه مادام الكيان الصهيوني، يخرق الاتفاقيات الدولية من أجل ممارسة التقتيل في حق شعب أعزل، فعلى العرب خرق الاتفاقيات من أجل حمل علم السلام. ودعا السفياني موريتانيا إلى إغلاق سفارة إسرائيل بنواكشوط، واستدعاء سفيرها من تل أبيب، لإحراج الدول العربية الأخرى قصد اتخاذ قرار مماثل، منوها بالجو الديمقراطي الذي ساد هذا البلد الشمال إفريقي.