أكدت الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية التي اختتمت أشغال دورتها الـ 45 بالرباط يوم 8 فبراير 2008 على دعمها الكامل للحق المغربي في استرجاع سبتة ومليلية والجزر المحتلة من طرف إسبانيا التي تطالبها بالإسراع في تصفية هذا الملف العالق في العلاقات العربية الإسبانية، كما تدعو إلى التعجيل بحل قضية الصحراء بما يحقق المصالح العليا لشعبنا في المغرب العربي الكبير، ويمنع خيار التجزئة والتفتيت الذي عانت منه الأمة ولا تزال. ودعت الأمانة العامة في بيانها الختامي، توصلت التجديد بنسخة منه، بخصوص الشأن الفلسطيني إلى جعل معبر نقطة التقاء مصرية خ فلسطينية بعيدا عن أي وجود لسلطات الاحتلال فيها واستثمار هذا الانتصار في إطار خطة استراتيجية تنتهي بضمان حق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس. كما تطالب الأحزاب العربية بمواصلة تضامنها مع الأشقاء في فلسطين حتى رفع الحصار وفتح المعابر واستثمار فائض النفط العربي فيما يخدم هذه الاستراتيجية. وأضاف البيان أن الأمانة العامة تعتبر عام 2008 العام الستين للنكبة عاما لدعم نضال اللاجئين من أجل حقهم في العودة وفقا للقرار الأممي ,194 وتقرر اعتبار يوم 15 أيار (مايو) يوما لحق العودة ورفض التوطين والتهجير وتدعو لتنظيم أوسع التحركات الشعبية. وتطالب القادة العرب في القمة العربية القادمة في دمشق بالتمسك بهذا الحق وتعلن رفضها وإدانتها لتصريحات الرئيس بوش الداعية إلى يهودية الدولة وشطب حق العودة مقابل التعويض؛ فحق العودة حق مقدس غير قابل للتصرف أو المقايضة أو التنازل أو المساومة. وتجدد الأمانة العامة، من خلال البيان، رفضها للتحضيرات التي تجريها الإدارة الأمريكية ومن ورائها الكيان الصهيوني لشن عدوان على إيران، وتؤكد على ضرورة إخلاء المنطقة العربية من القواعد العسكرية الأجنبية ضمانا للاستقلال الكامل عن مشاريع الهيمنة الخارجية.وإذ توصي الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، مؤتمر القمة العربية القادم بضرورة تبني مشرع عربي متكامل يحفظ هوية أمتنا العربية ووحدتها المستهدفة بالتجزئة وثرواتها المستهدفة بالنهب، وذلك لمواجهة المشروع الصهيوني المطروح الذي تتبناه الإدارة الأمريكية وتسعى لتنفيذه على الأرض، فإنها تؤكد على أن جسامة التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة العربية في هذه اللحظات الصعبة من تاريخها تؤكد ضرورة تظافر الجهود للتصدي لها عبر تحصين الجبهة الداخلية، وهو ما لن يتم إلا بدمقرطة الحياة السياسية العربية وإقرار التعددية الحزبية والسياسية ومبدأ التداول السلمي على السلطة، وإطلاق الحريات واحترام حقوق الإنسان وإعمال القانون واحترام حرية الصحافة وإفراغ السجون من المعتقلين السياسيين، وبناء عقد اجتماعي جديد تكون فيه الدولة أداة في خدمة المجتمع، مع ضرورة اضطلاع الأحزاب العربية بهذا الدور والعمل على دمقرطة حياتها الداخلية وتحويلها إلى نموذج للعمل الديمقراطي، وهو ما سيمنح الأمة العربية مضافة لمواجهة مشاريع الاحتلال والتجزئة والتبعية. يشار إلى أن أشغال المؤتمر المنعقد تحت شعار تحت شعار نصرة غزة والذي استضافه حزب العدالة والتنمية دامت من 8 إلى 9 فبراير الجاري بالرباط وأكد البيان الختامي أن انعقاد هذه الدورة بالمغرب يشكل تجسيدا للصلة بين مشرق الوطن العربي ومغربه، وتضرب الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية موعدا لاجتماعها القادم بقطاع غزة الصمود والمقاومة وفاء لواجب النصرة والتضامن في مواجهة الحصار والعدوان.