أعلن الإعلام الإسباني الرسمي صباح اليوم بحماس خبر تجاوز دولة روسيا للجزائر في ترتيب لائحة الدول المُصدِّرة للغاز لإسبانيا الخاص بشهر يونيو الماضي، حيث لم تعد الجزائر هي المزود الأول لهذه المادة الحيوية لإسبانيا بعد أن كانت كذلك لسنوات طويلة وصارت ثانية قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ونيجيريا. وصارت روسيا، منذ يومه الخميس، أكبر فورنيسور ديال الغاز لإسبانيا حيث ارتفعت وتيرة استيراده بنسبة 71% بين يونيو من السنة الماضية ونفس الشهر من السنة الجارية. وأكد خبراء إسبان في المجال أن رُخْصَ الغاز الروسي سيرفع الإقبال عليه أكثر فأكثر من طرف الشركات الإسبانية التي تربطها مع شركات المحروقات الروسية عقودا طويلة الأمد بدأ مفعولها قبل الحرب الروسية الأوكرانية. وتعد إسبانيا، مع بلجيكا وهولندا، أهم الدول الأوروبية المستوردة للغاز الروسي، في حين أن هذا المعطى أحرج الحكومة الإسبانية أمام حليفتها أوكرانيا وهو ما ردت عليه "طيريزا ريبيرا"، وزيرة الانتقال الإيكولوجي الإسبانية بكون "حكومتها صراحة لا يعجبها هذا الوضع غير أنها لا يمكنها التدخل مادام الاتحاد الأوروبي لم يضع قيودا رسمية على استيراد الغاز الروسي مثلما فعله مع البترول والفحم". وتسعى شركات المحروقات الإسبانية جاهدة لاستغلال هذا الوضع الملائم لملئ ما أمكن من خزاناتها من الغاز الروسي الرخيص استعدادا للشتاء القادم، حيث أكد خبراء في الطاقة للقناة الإسبانية الإخبارية الرسمية أن إسبانيا كانت ستعاني كثيرا بدون الغاز الروسي. ويتزامن هذا المعطى المهم مع الحملة الانتخابية الشرسة التي يتنافس فيها بيدرو سانشيز عن الحزب الاشتراكي ضد البرتو فييخو عن الحزب الشعبي للظفر بغالبية مقاعد البرلمان الإسباني، حيث تشكل علاقة إسبانيا مع المغرب من جهة والجزائر من جهة ثانية أحد أهم محاورها الرئيسية.