الساعة تشير إلى العاشرة صباحا بساحة النصر في درب عمر بالدار البيضاء. يلاحظ غياب شبه تام لرجال الأمن بزيهم الرسمي ربما لتفادي سيناريو 13 مارس. الجميع يتأهب لبدء مسيرة دعت لها حركة 20 فبراير. فاليوم الأحد 20 مارس وبعد مرور شهر كامل على مسيرة 20 فبراير التي اعتبرها الكثيرون ذكرى لمغرب جديد، يعود البيضاويون والذين قدر عددهم بالآلاف للخروج مرة أخرى للشارع لتأكيد على مطالبهم لكن يبقى السؤال هل المحتجون لهم مطالب محددة ومشتركة؟. هذا ما بحثت عنه "كود"، وحملت لكم هذه الأجوبة. اختلفت أجوبة البيضاويين البسطاء الذين نزلوا للشارع، فسعيدة بلمقدم ربة بيت تقول أنها خرجت للمطالبة بتعليم جيد "ماكنتاميش لشي حركة من الحركات ولكن أنا خارجة اليوم على مطلب واحد وهو إصلاح التعليم. ماعنديش الإمكانيات باش ندخل ولادي لمدارس خاصة لهذا إيلا تم إصلاح التعليم العمومي مغاديش يبقى عندي هاد المشكل". ما كاين غير مطالب إصلاح التعليم كاين حتى القضاء "أنا عندي واحد الجيران معدين عليا فاش كندعيهم كيعطيو الرشوة وكنخسر الدعوة مع أنه أنا للي عندي الحق لهذا أنا اليوم هنا عندي مطلب ديالي بوحدي وهو قضاء نزيه وأنا ماعارفاش المطالب الأخرى لي عند حركة 20 فبراير ولكن أنا كنعاني من عدم استقلالية القضاء" الكلام هنا لنزهة منتصر، موظفة. أما كريم السفياني وهو متقاعد، فله مطلب آخر يلخصه كما يلي "كنطالب بحاجة وحدة لكنشوفها هي أهم حاجة بالنسبة ليا وهي التطبيب الجيد وبالمجان ومراقبة السبيطارات العمومية لأن لي كيوقع فيها فهو كارثة فماشي معقول المغاربية كيموتوا حدا السبيطارات ومكاينش لي كيسول فيهم". وعلى خلاف من يعرف مطالبه مسبقا، هناك فئات ما عارفاش علاش خارجة بالضبط ولا خارجين للاكتشاف. فمراد السكاك، عامل يقول "اليوم خرجت غير باش نشوف المطالب لي كيهزوها هاد الناس ديال 20 فبراير حينت هوما كيقولوا أنهم كيمثلوا الشعب المغربي و مايمكنش واحد الحركة ماعرفينش المطالب ديالها كتقول أنها كتمثلنا فأنا اليوم خارج بعدا غير تنعرف على المطالب ديالهم". كثيرون في المسيرة لهم مطالب اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية للخروج في 20 مارس، وهناك فئات أخرى، فحمزة الأنفاسي، طالب صحفي، يقول انه "خارج لأجل غرض علمي حينت البحث ديال التخرج ديالي كيروم لدراسة ظاهرة الإحتجاجات في الدارالبيضاء انطلاقا من إنتفاضة 1965 الشبابية وإنتفاضة 1981 الإجتماعية واليوم في 2011 إنتفاضة شبابية كذلك أنا كنتوافق مع مطالب شباب 20 فبراير لكن أنا هنا اليوم كنقوم ببحث علمي". وبعيدا عن كل المطالب فهناك من دافع به الفضول وراء الخروج، سعيد صدقي محاسب هو نمودج لذلك "أنا مخارجتش اليوم على قبل شي مطالب غير سمعنا راه أنه الأحد إلي فات كانت شي مشادات مابين الأمن والمتظاهرين واليوم جيت نشوف واش غادي يكون عاوتني شي تدخل للأمن حينت التلفزيون ديالنا ماكينقولش داك الشي كيف ما هو إوا داك شي علاش ختاريت اليوم باش نشوف بعيني أشنو غادي يوقع" وعلى خلاف ما كان ينتظره سعيد، فإن مسيرة اليوم في الدارالبيضاء التي انتهت على الساعة الثانية عشر والنصف زوالا تميزت بالانضباط والتنظيم ولم تشهد أي انفلات أمني يذكر وكانت سلمية مائة في المائة كما خطط لها.