قال صديقي أين أنت سيدة الهاكا؟ أتفه موقف أتصوره لنفسي و لغيري هو أن العب دور الرجل المضحك و أفشل فيه.. هذا بالضبط ما يسود الآن في بعض من قنواتنا التلفزيونية و الإذاعية. السخرية و الضحك و الكوميديا و الفانتاستيك و الباروديا و غيرها هي أجناس و تعبيرات فنية راقية و مخدومة بعناية من الكاتب و الرواية و القصة إلى السيناريست ثم المخرج و الممثلين ..الكوميديا ليست بالتأكيد الحائط القصير الذي يقفز عليه كل من هب و دب .. الكوميديا ليست ضيعة بلا أسوار و بلا حارس و بدون رب يحميها . الشائع لدى الناس هو أن أسهل شيء هو إضحاك الجمهور بما اتفق من نكت تافهة حامضة و قفشات و حركات و أصوات و صراخ مكرر نمطي معروف بلا معنى.. شارلي شابلن كان رجلا عبقريا قبل أن يضحك العالم و يبكيه. العظيم شابلن وجه إلى المجنون ادولف هتلر الذي قاد العالم إلى حرب عالية ثانية الضربة القاضية في "الديكتاتور" قبل أن تسحقه الآلة العسكرية للحلفاء و ينتحر.. هتلر شاهد الفيلم و أصيب بحالة هستيريا. الصورة و المسرح و السينما و الرواية و فنون أخرى ليست لعبة للتسلية فقط كما يعتقد الغالبية. وجدت هذا الصباح محمد الشوبي كاتبا على صفحته في الفايسبوك أشياء أعجبتني . قال الفنان أن" واحد البسالة ديال الضحك في دوزيم دازت منعاودش ليكم و الكلام الخايب الخاسر.و لكن بالفرانساوية .ضحك على الزي و لباس المغاربة و تحقير المغرب و اللهجات و العنصرية الثقافية و التفلية على المغاربة مخلصة بفلوس مغربية و فرنساوية.. و يتساءل " آش تقول سيدة الهاكا في الموضوع؟ مرة دخلت مطعما شعبيا في السويقة كنت أبحث عن ما أسد به الرمق ..لم آكل شيئا هربت مهرولا بعد أن سدت شهيتي بسبب الراديو..كان المنشط المذيع في برنامج يسال الناس و يختم سؤاله عن عدد بيض سمك السلمون في نهر الدانوب مثلا بلازمة " كا و لا ما كا؟. فيجيب المستجوب كاااا ..و ينفجر بالضحك ؟ و تتبعه برافوووو نجحتي ..آه الجواب خطأ ..ماشي مشكل المهم المشاركة . كا و لا ما كا؟ جاوب الفقيه ؟ مرة ثانية صادفت في التاكسي منشط برنامج على الهواء مباشرة يمنح الأثير لفقيه ينصح سيدة على الهواء ..كان الفقيه سخيا في نصائحه و خلطاته التي تعيد الشباب و تعطي الحيوية و تشافي من كل الأمراض التي خلقها الله ..الشفاء طبعا يأتي بعض المرات بتقديم سموم قاتلة للناس على الهواء مباشرة. هي تسأل و هو يجيب و يعطي الوصفات التي قد تنقلها الإذاعة الحرة مباشرة على الهواء و أخواننا و أخواتنا في الهاكا وسيدة الهاكا و من معها يفضلون خلوة تفكير و تأمل ثم خلوة تأمل و تفكير في مراكش الفسيحة .ننتظر أن تخرج الخلوات بمشاريع و مذكرات عن فقهاء الخلطة و الأعشاب القاتلة و الإشهار المجاني لأشخاص يدعون الخوارق على الهواء مباشرة. لا فرق بين من يبيع رايبي جميلة فاسدا يقتل و بين من يبيع بضاعة في الإذاعة ويجازى بالإشهار المجاني لإفساد حياة الناس. جاوب " كااااا و لا ما كا؟؟ كنت أيام الدراسة أستيقظ مهدودا في الصباح لأنني سهرت الليلة كلها تقريبا مع الراحل عبد اللطيف الفؤادي أو مع خالد مشبال أو عبد اللطيف بنيحيى من إذاعة طنجة.. كنت أفيق متعبا و أفضل برامج الصباح في الإذاعة الوطنية على حموضة دروس الاتصال و الإعلام في معهد الصحافة الرسمي ..كانت بعض الدروس ضربا من تضييع الوقت و العبث فقط لا غير.سأعود إلى الحكاية في يوم ما .. لم أعد اسمع الراديو اليوم مع تبدل الزمن إلا فيما ندر ..بعض المرات تركب تاكسي و تضطر لسماع بعض النكت الباسلة و بعض نصائح مشعوذين قبل أن تطلب بأدب من السائق الإقفال و السلامة و العافية و الصمت و هو سيد الكون . هناك من يتفهم الحالة و هناك من يقلق و يريد أن يفتح معك نقطة نظام .. خوتنا في الهاكا هزوا بنا العلام زيدو بنا لقدام .. كا و لا ما كا.. معذرة وصلتني العدوى..