استأثرت لقطة رئيس الحكومة عزيز أخنوش يوم أمس خلال أداء صلاة التراويح بالاهتمام، ما بين متشف وما بين مستنكر لهذا التدني في الأخلاق، من خصوم سياسيين و"مناضلين" اختاروا نقل معركة المعارضة إلى التنمر والضحك على الحالة الصحية لأخنوش. Ad 00:00 / 00:36 Ad ends in 36s ما وقع وهو أمر بسيط، لا يستدعي التساؤل حول الحالة الصحية الجيدة لرئيس الحكومة، بقدر ما يستدعي التساؤل حول السبب في شعوره بعدم الارتياح أثناء تأدية الصلاة، وهي لقطة عادية معرض لها أي شخص يعاني من آلام الركبة والمفاصل. الحقيقة التي يعرفها المقربون من رئيس الحكومة أنه يعاني من آلام مزمنة على مستوى الركبة، زادت من حدتها زياراته الميدانية المتتالية في حقبة وزارة الفلاحة، التي كانت تعرف زيارات تفقدية لسير المشاريع الفلاحية في جميع جهات المملكة، بإيقاع أسبوعي قد يبلغ بعض المرات أكثر من 4 زيارات في الأسبوع. لقد آثر عزيز أخنوش دائما القيام بواجباته حتى في أصعب الظروف، ولعل فترة كورونا خير شاهد على ذلك، كانت وزارة الفلاحة الوحيدة التي حافظت على واجباتها في مراقبة سير تقدم الأوراش، وفي مقدمتها أخنوش، ويمكن لكل متابع أن يعود للأرشيف ويتابع ما تم إنجازه خلال تلك الفترة بإشراف شخصي من رئيس الحكومة الحالي. بلا شك، تأثر عزيز أخنوش بكل نكران للذات بهذا العمل عن قرب، ولكنه لم يمانع يوما في القيام بأدواره ودون الحديث عن أي إكراهات أو صعوبات، وكان دائما يفضل إعطاء القدوة للجميع. ما حدث أمس، من تنمر وتنابز من قيادات إسلامية نحو عزيز أخنوش، يمثل وضاعة ودناءة لا مثيل لها، لا تمثل حتى التيار الإسلامي الذي ينتمي له هؤلاء، بل تكشف عن معدن حقيقي أساسه النافق والرياء. شبيبة العدالة والتنمية والوزير السابق يتيم أدانت نفسها وعرت على واقع سياسي مرير، يوضح بالملموس أن المعارضة السياسية التي يجب أن تكون في الميدان، تعوزها الكفاءة والقدرة التحليلية وتحلل دفة النقاش لشخصنة المواضيع والتشفي. هذا التشفي يدين أصحابه، ويكرم أخنوش لصبره وتحمله المسؤوليات على أعلى مستوى منذ 15 عاما، وتحامله على آلامه في سبيل الخدمة العامة.