. يعيش العمال الذين يشتغلون بشركة "براد أتوليي" بسوق السبت أولاد النمة، ظروفا جد مأساوية وذلك بالحرمان و الحيف و الاستغلال المرتكب في حقهم من طرف صاحب الشركة، خصوصا وأن من بين 34 عاملاً، أطفال قاصرين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 14 سنة، لقد تم حرمانهم من توفير الحق في التسجيل بصندوق الضمان الاجتماعي و الحق في العطل و التعويضات عن المرض و التعويضات العائلية، كما أن الأجرة التي يتقاضاها كل عامل تبلغ 1200 درهم شهرياً، أي بمعدل 300 درهم في الأسبوع كحد أقصى وهذا يعتبر دون الحد الأدنى للأجر المصرح به قانونياً، إذ كيف يعقل لعمال يشتغلون خارج ساعات العمل القانونية، وبصفة عشوائية وفي عمل شاق كهذا بدون تغطية صحية ولا حماية و بدون ضمانات، إنه انتهاك صريح وواضح لقانون الشغل ضحيته شباب أنهكتهم العطالة عن العمل و لم يجدوا بديلاً في البحث عن لقمة العيش سوى بهذه الشركة التي وضعتهم بين المطرقة و السندان. إن غالبية هؤلاء العمال متزوجون ويعيلون أسر مكونة من عدة أفراد، أضف إلى ذلك، ما تتطلبه الحياة من مستلزمات ومصاريف تفوق بكثير دخلهم المحدود في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، ومنهم من بدأ العمل بهذه الشركة منذ سنة 1997م، محروم من جميع الحقوق المنصوص عليها في قانون الشغل، وفي هذا الإطار تقدم 18 عاملا بدعوى قضائية إلى القاضي المقيم بالمحكمة المركزية بسوق السبت، يطالبون من خلالها بتسوية الأوضاع المادية، و الترسيم في العمل و الرفع من الأجرة و التعويضات عن السنوات الفارطة منذ بداية العمل بهذه الشركة التي تمتد على مساحة تناهز 3 هكتارات، كما سبق لمفتش الشغل أن زار هذه الورشة الكبيرة ولاحظ مجموعة من الخروقات متمثلة في عدم احترام شروط العمل من طرف صاحب الشركة من بينها: عدم وجود قفازات و نظارات و ألبسة واقية من الشظايا المتطايرة أثناء عملية التلحيم و التقطيع، كما تفتقر الورشة إلى أجهزة إطفاء الحريق...فمتى يتدخل من يهمهم الأمر لإعطاء الحقوق إلى ذويها و الضرب على أيدي كل من يستغل العمال و الناس و انتهاك حقوقهم من أجل تحقيق مكاسب مالية و أرباح غير مشروعة على حساب المستضعفين.