- ويسألونك عن العنف المدرسي في المؤسسات التعليمية ،قل علمه عند ربي وعند الاستاذ والاطر الادارية التي تتحمل كل يوم ما لايطاق بسبب الانحراف والانحلال الأخلاقي والقوانين الزائدة الذي تقف الى جانب التلميذ دون الاستاذ..بعد قصة الاستاذ الذي تعرض للطعن بالسلاح الابيض بسلا والتي قال عنها أحد الظرفاء : كاد المعلم ان يكون خروفا . عرفت ثانوية الحسن الأول التأهيلة بدار ولد زيدوح يوم أمس الجمعة 3 ماي حادثة عنف أخرى تمثلت في ضرب تلميذ مشاكس لأستاذه في اللغة الانجليزية ، حين طلب منه الكف عن الشغب الزائد ، ولولا الالطاف الالهية لكانت عين الاستاذ في خبر كان .. هذا الحدث خلق حالة فوضى داخل المؤسسة التعليمية ، وعلى اثر هذا الحادث توجه الأستاذ الى المستشفى قصد إجراء الفحوص الضرورية و الحصول على العلاج اللازم.. مساء نفس اليوم وصباح هذا اليوم السبت ، عقد الاساتذة اجتماعا طارئا استنكروا فيه بالاجماع التصرف اللاأخلاقي الذي صدر من التلميذ اتجاه أستاذه معربين عن إستيائهم من الوضع الذي أصبح يعاني منه الأستاذ عامة بسبب إهمال حقوقه من طرف الوزارة، فيما دعى آخرون إلى ضرورة مراجعة القانون من أجل ردع مثل هاته التصرفات و رد الإعتبار للأستاذ الذي لطالما يجد نفسه بين المطرقة والسندان في مثل هاته الحالات خصوصا وأن بعض التلاميذ أصبحوا يعترضون سبيل الأساتذة خارج المؤسسات التعليمية .. والجدير بالملاحظة ان المؤسسات التعليمية المغربية باتت تعرف ظاهرة الشغب والانحراف داخل الاقسام الدراسية أبطالها تلاميذ غالبا مروا بتجارب سابقة وواسعة في دنيا الانحراف والميوعة ويعودون الى الدراسة عن طريق طلب الاستعطاف.. ومما زاد الطين بلة، هي ان خطط الدولة الفاشلة في ميدان التعليم للتغطية على هذا الفشل تم تحميل المسؤولية للأستاذ وحده.. وهنا أود ان استحضر بعض تجارب الدول المتقدمة في هذا الميدان ،تلك الدول المعروفة بما نسميه الحرية الزائدة كهولاندا مثلا، حيث لايمكن القبول بتلميذ ان يضع على رأسه قبعة داخل القسم ..ولو حدث ان قام التلميذ بفعل يخالف القانون ، تستدعي الادارة الشرطة ويحال الى المساعدة الاجتماعية . اما والديه سيحقق معهم لمعرفة الاسباب التي جعلتهم يربون ولدهم هكذا. و ان لم تكن الاسباب مقنعة فستنزع عنهم حق الابوة و يحال الولد على دار الرعاية الاجتماعية حتى يكبر تحت اشراف أخصائيين تابعين للدولة.. هل عندنا في المغرب مثل هذا ؟؟، طبعا، لا .. والدولة المغربية تعرف هذا، وتتهرب من مسؤوليتها لتلقى كل عبئها على الاستاذ المسكين الذي لم يعد تتوفر لديه أدنى الشروط النفسية والمعنوية لممارسة مهامه داحل القسم وهي تطارده بالاقتطاعات والمضايقات.. والنتيجة النهائية لهذه المهزلة، هي ان ترتيبنا العالمي في المجال التعليمي يصنف جنبا الى جنب مع دولة تجيبوتي الافريقية الفقيرة التي انهكتها الحروب والويلات....