بعد قصة الاستاذ الذي تعرض للطعن بالسلاح الابيض بسلا والتي قال عنها أحد الظرفاء ،كاد المعلم ان يكون خروفا ،عرفت ثانوية اوزد التأهيلة يوم السبت 09-03-2013 صباحا حادثة عنف أخرى تمثلت في ضرب تلميذ مشاكس لأستاذه حين طلب منه ان يهتم بدفتر دروسه، ولولا الالطاف الالهية لكانت عين الاستاذ في خبر كان .. هذا الحدث الذي استدعى تدخل الشرطة مباشرة، وقامت باعتقال التلميذ، بينما الأستاذ توجه الى المستشفى قصد إجراء الفحوص الضرورية و الحصول على العلاج اللازم.. وفي المساء، عقد الاساتذة اجتماعا طارئا استنكروا باجماع خلاله التصرف اللاأخلاقي الذي صدر عن التلميذ إتجاه أستاذه م. ايت الحاج، معربين عن إستيائهم من الوضع الذي أصبح يعاني منه الأستاذ عامة بسبب إهمال حقوقه من طرف الوزارة، فيما دعى آخرون إلى ضرورة مراجعة القانون من أجل ردع مثل هاته التصرفات و رد الإعتبار للأستاذ الذي لطالما يجد نفسه بين المطرقة والسندان في مثل هاته الحالات، خصوصا وأن بعض التلاميذ أصبحوا يعترضون سبيل الأساتذة خارج المؤسسات التعليمية .. والجدير بالذكر ان المؤسسات التعليمية المغربية باتت تعرف ظاهرة الشغب والانحراف داخل الاقسام الدراسيةابطالها تلاميذ غالبا فاشلون، بعضهم بتجارب سابقة وواسعة في دنيا الانحراف والميوعة ويعودون الى الدراسة عن طريق طلب الاستعطاف..ومما زاد الطين بلة، هي ان خطط الدولة الفاشلة في ميدان التعليم للتغطية على هذا الفشل تم تحميل المسؤولية للأستاذ وحده.. وهنا نستحضر بعض تجارب الدول المتقدمة في هذا الميدان ،تلك الدول المعروفة بما نسميه الحرية الزائدة كهولاندا مثلا، حيث لايمكن القبول بتلميذ ان يضع على رأسه قبعة داخل القسم ..ولو حدث ان قام التلميذ بفعل يخالف القانون تستدعي الادارة الشرطة ويحال الى المساعدة الاجتماعية . اما والديه سيحقق معهم لمعرفة الاسباب التي جعلتهم يربون ولدهم هكذا. و ان لم تكن الاسباب مقنعة فستنزع عنهم حق الابوة و يحال الولد على دار الرعاية الاجتماعية حتى يكبرتحت اشراف أخصايين تابعين للدولة.. هل عندنا في المغرب مثل هذا ؟، طبعا، لا ..والدولة المغربية تعرف هذا، وتتهرب من مسؤوليتها لتلقى كل عبئها على الاستاذ المسكين الذي لم يعد تتوفر لديه أدنى الشروط النفسية والمعنوية لممارسة مهامه داحل القسم وهي تطارده بالاقتطاعات والمضايقات.. والنتيجة النهائية لهذه المهزلة، هي ان ترتيبنا العالمي في المجال التعليمي يصنف جنبا الى جنب مع دولة تجيبوتي الافريقية الفقيرة التي انهكتها الحروب والويلات.