نجيب عبد اللطيف أحمد معتصم وعبد القادر عبادي شهرتهما كما النار على علم ، وحدتهما جغرافيا دير الأطلس المتوسط ، الأول من غبالة نايت سخمان والثاني من زاوية الشيخ ، الاثنان ينتسبان للمغرب العميق ، شظف العيش وجسامة الفاقة في مقابل الكبرياء وقوة التحدي .بالرغم من أبوية الاستعمار الجائر استطاع الرجلان النفاذ إلى عمق الحياة وتتبع مسار التألق و النجاح .وكما هو التاريخ بكل انعطافاته ، وفر للرجلين فرصة السمو في مسارات العلم بتشعباتها ليتحول الأستاذان إلى معالم فكرية لا يستهان بهما . وبين الأهل كان الاحتضان والتكريم ، فأهل أغبالة وجماعتها القروية أسسوا مؤسسة احمد معتصم للتربية والثقافة اعترافا بمكانة الرجل العلمية وكان اللقاء تفاعليا حضره تلامذة الفصل الدراسي الأول لسنة 1947وهم شيوخ وكان التكريم دوليا بحضور أساتذة من العيار الثقيل ، الرئيس السابق لجامعة السربون Gabriel LANGOUETصديق معتصم من فرنسا ومن اسبانيا حضر الدكتورمحمد ظهيري من جامعة قرطبة والدبلوماسي انطونيو ومن ايطاليا كانت المستعربة Isabella CAMERA D AFELLITO ومن المغرب الدكتور علي بولحسن هذا إلى جانب رئيس منتدى بني عمير الدكتور سعيد العلام إضافة إلى الكاتب العام لوزارة شؤون الهجرة ، كان ذلك على هامش الملتقى الدولي الثالث حول الهجرة المنظم من طرف منتدى بني عمير .وينبغي التذكير إلى أن العديد من ضيوف وجمهور المنتدى كان ضمن فعاليات الحضور قادما من الفقيه بن صالح اما الدكتور عبد القادر عبادي المنحدر من تخوم زاوية الشيخ والقادم من دهاليز مجلس الأمن ودوائره الضيقة فقد كان احتضانه بين شباب الأندية التربوية بالمؤسسات التعليمية ببني ملال ، وكانت المناسبة قافلة التربية على المواطنة والحقوق المنظمة من طرف اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الانسان بني ملالخنيفرة . جاء التكريم متزامنا وكأن التاريخ الذي أنصف الرجلين هو ذاته من يؤكد على ان الاحتفاء بهما ينبغي أن يتم في تزامن أيضا فكان اللقاء متتاليا بين السبت 9 والاحد 10 مارس 2013 البروفيسور أحمد معتصم ، من المدرسة الأولى باغبالة التي كان أول من أشرف على إحداثها سنة 1947 إلى كرسي السوربون بباريس كاستاذ جمع تخصصات متكاملة فعلا فهو السوسيولوجي وعالم التربية و خبير في العلوم السياسية ، ومن مجدر كاتب بسيط لدى كاتب الادارة الاستعمارية إلى خبيرذاع سيطه بين الأوساط العلمية الدولية ، مكانته الحقته بمصالح اليونيسكو واليونيسيف. مع ذلك فان المسئولين في البلد ما كان في نيتهم الاستفادة من تجاربه ، وهو الذي تتلمذ على يده العديد من الأطر العليا ، وهو الذي استنبت ،كما صرح على لسانه ، المدرسة المغربية الأولى في مداشر بني مسكين وبني عمير وتادلا مولدا بداغوجيا الواقع الحالم من تنيا العراك اليومي لمجابهة جحافل الجهل المستشري فجر الاستقلال. الرجل الثاني في رحلة نهاية الاسبوع هو عبد القادر عبادي ، من سطوة مجلس الأمن و هالته العالمية ، جاء رجل ببنيته النحيفة وعمره المتقدم وملامح وجهه الطفولية التي ما أن تتأمل ابتسامتها الهادئة حتى تتخيل تقاسيم غاندي الزعيم التاريخي في فلسفة اللاعنف . في تقديمه الى الحاضرين بمقر الأكاديمية ببني ملال ، كان الاستاذ محمد الحجام بكل ما اوتي من كلام يسترسل في رسم أيقونة الرجل و نحتها في أدهان المستمعين من شباب الأندية التربوية ، بدءا من تخوم قرى زاوية الشيخ حيث الولادة إلى الهجرة إلى كاليفورنيا حيث اثبت نبوغه الفكري ليكون ضمن الأطر العليا في دوائر مجلس الأمن و الإشراف على أصعب الملفات الدولية الساخنة. في حديثه إلى الشباب لم يتوان الدكتور عبادي عن التركيز على التغير الذي شهده مفهوم الشباب بين الأوساط الأممية في ظل التحولات الراهنة والحراك العربي و العالمي ، وما فتئ يؤكد على الاهتمام بالشباب لأنه لم يعد هناك معنى للقول بان الشباب هو مستقبل الغد بل الشباب هو الحاضر و الآن . و بالفعل مناسبة اللقاء بالرجلين هي صلة الماضي المشرق برجالاته العلمية بالحاضر الشبابي الذي بات يصنع المستقبل..