الفيل يجر هدية العرس في الشارع البيضاوي. هذا ليس خيالا بل واقعا تجسد بالملموس، مؤخرا، بحي التيسير بمدينة الدارالبيضاء، بعد أن قرر منظمو العرس الاستعانة بخدمات حيوان الفيل "اللي تلات بيه ليام" وأصبح يجوب شوارع وأزقة البيضاء بعد أن هجر مكانه الطبيعي داخل فضاء الألعاب أو السيرك لظروف قاهرة حكمت عليه وثلاثة من فصيلته بمزاولة طقس غريب عنها وعن بيئتها. الفيل الذي كنا نراه على شاشات التلفزة يرتع في غابات إفريقيا، وشاهدناه يرقص ويؤدي حركات منسجمة في فضاءات السيرك، هاهو اليوم يتحول ليصبح مشهدا مالوفا نتعايش معه في واقعنا. ربما "أنها دواير الزمان" هي تلك الدوائر التي حكمت على جوزيف كارتنر مروض الفيلة الإيطالي "اللّي احصل" بالمغرب هو وحيواناته الأربعة، لقد وقع الرجل في مأزق كبير، فلا هو استطاع ترويض هذه الفيلة داخل ساحة العرض المخصصة لها، ولا هو تمكن من إعادتها إلى موطنها بأوروبا بعد أن منعت السلطات الاسبانية والفرنسية السماح لها بدخولها الفضاء الأوروبي.