إن المركز الصحي والمستوصف يعرفان خصاصا مهولا، في مجال الإسعافات الأولية والمستعجلات نهارا، ويستفحل المشكل أكثر ليلا،خصوصا وأن المدينة تعرف أكبر معدل للولادات، ورغم ذلك، فالمركز الصحي لا يتوفر على طبيب مختص في التوليد، حيث تطرح عدة مشاكل تعاني منها المرأة الحامل، التي تستعصي عليها الولادة في كثير من الأحيان، ويتم نقلها إلى المستشفى الإقليمي ببني ملال، وقد يحصل لها ما لا تحمد عقباه،لما تعرفه دار الولادة من تسيب و ابتزاز للنساء الحوامل دون حسيب و لارقيب. ونظرا للخصاص المهول، المسجل بقطاع الصحة العمومية بالمدينة، وضعف الخدمات الصحية المقدمة لساكنة تناهز 60 ألف نسمة، سبق للمجلس البلدي في دورته العادية لشهر أبريل 2008، أن اتخذ مقررا- أقل ما يقال عنه، أنه بقي حبرا على ورق- يلتمس فيه بالإجماع من وزارة الصحة، العمل على تجهيز المركز الصحي الحضري والمستوصف بحي الياسمين، بالآليات وبكافة المستلزمات الطبية الأساسية، وسيارات الإسعاف، وتعزيزهما بالأطر الطبية المختصة لسد العجز المهول المسجل بهذا القطاع، وتعيين طبيب مختص في الولادة بدار الولادة وتجهيزها بالتجهيزات الأساسية، والأسرة الكافية في انتظار إنجاز مشروع مستشفى محلي بالمدينة، هذا الأخير الذي تمت برمجته من طرف وزارة الصحة سنة 2005، على أن ينجز سنة 2007، ولكن لم يتم ذلك،بدعوى عدم توفر الوعاء العقاري، حاليا تجاوز المجلس البلدي هذه الإشكالية، واقتنى عقارا بمبلغ 250 مليون سنتيم، على مساحة 25000 متر مربع، كما أن وزارة الصحة هي التي ستتكلف بالبناء والتجهيزات الضرورية، بحيث سيتوفر المستشفى المحلي، الذي سيتكون من الطابق السفلي فقط، على أربع تخصصات : الطب العام، وطب الأطفال، وطب النساء والولادة، والجراحة العامة، فيما يبلغ عدد الأسرة التي سيوفرها 45 سريرا، لساكنة تبلغ 250 ألف نسمة. المشروع الذي دشنه جلالة الملك يوم الأربعاء 14 أبريل 2010، سيتم إنجازه بتكلفة إجمالية بما فيه اقتناء العقار 39109260.00 درهم، أما التجهيز فسيخصص له مبلغ مليار سنتيم وأن الدراسة التقنية بلغت تكاليفها 1609260.00 درهم في حين أن البناء ستبلغ تكاليفه 25000000.00 درهم. ويرى المختصون في الميدان الصحي، أن هذا المشروع لن يعطي قيمة مضافة كبيرة، مادام لا يتوفر على جميع التخصصات باعتبار أن المدينة وساكنة بني موسى تعرف نموا كبيرا، أضف إلى ذلك الموقع، الذي سيطرح بالتأكيد مشاكل أمنية نظرا لتواجده خارج المدينة، وهل تحسين الخدمات الصحية بالمدينة تبقى رهينة بانجاز المستشفى الحلي؟...