. مباشرة بعد الافطار في هذا الشهر الكريم ترى سكان الفقيه بن صالح يأتون من كل حذب و صوب قاصدين حي الياسمين حيث يوجد مسجد عثمان بن عفان لأداء صلاة التراويح و الاستمتاع بالصوت الشجي و القراءة الندية لشاب سحرت حباله الصوتية مصلي المدينة قاطبة، فقراءته ترحل بالأرواح خارج الجسد وتجعل العقول تتدبر كلام الله ويملأ القلوب خشوعا وحضورا . إنه الامام الشاب أبو زياد عادل هريم الذي ترعرع بقرية العيايطة بجماعة أولاد اكناو، قيادة أولاد امبارك اقليمبني ملال بتاريخ 29/08/1979 أبوه رحمه الله كان فلاحا الشاب عادل الابن الثالث لاسرة محافظة مكونة من أربعة أطفال، عزم وهو صغير ان يحقق أمنية أبيه فالتحق بالكتاب حيث استهل الحفظ في سن مبكرة على يد الشيخ الامام التوناتي سي بوزيد امام المسجد الاعظم بالفقيه بن صالح. تمكن الشاب عادل من حفظ القران الكريم وعمره لايتجاوز تسع سنوات آنذاك، وبعد سنتين تمكن من القرآن حفظا واتقانا، يتميز بصو ته الشجي الذي اكتشفه من خلال احتكاكه ومقارنته بزملائه في الكتاب فبدأ يصقل هذه الموهبة الربانية من خلال تقليد بعض المقرئين حتى استطاع أن يخلق لنفسه طريقة خاصةبه في القراءة. بعدما تمكن الشاب الامام من اتقان القرآن قام بمجموعة من الرحلات للبحث عن العلم وخاصة تعلم العلوم الشرعية. فكانت وجهته في البداية صوب مدينة تارودانت باحثا عن الشيخ الحاج الحسين المعاشي بدوار سيدي احماد بأولاد برحيل، وبعد ذلك التحق بمعهد الحافظ بن عبد البر بمدينة مراكش الذي ينسب للدكتور الحسين أيت اسعيد الذي يعمل أستاذا بجامعة القاضي عياض بنفس المدينة. قضى به مدة تناهز أربع سنوات حيث استفاد الشيء الكثير ونهل منه العلم الوفير. وبعد ذلك قصد الشيخ الجليل سي مولود السريري العالم الاصولي والأديب والفقيه...، الذي يدرس بمدرسة تنكرت بافران الاطلس الصغير بمدينة كلميم الذي أفاض عليه من علمه الذي لاينضب، أما قواعد التجويد فقد أخذها عن الاستاذ عبد الهادي السلي. كانت امامته للمصلين في السنوات الأولى عندما عمل اتقان القرآن وذلك عندما كان شيخه سي بوزيد يرى فيه ذلك احسن الصوت فيقدمه لامامة المصلين. وطأت قدماه الفقيه بن صالح بتاريخ 05/12/2008 نيابة عن الامام ابراهيم أمزضاو الذي ذهب في بعثة الى فرنسا. وبعدها بخمسة أشهر سينتقل الشاب عادل وبرغبة من مجموعة من الأساتذة إلى مسجد عثمان بن عفان بتاريخ 01/08/2009 وهو في طور البناء وذلك لإمامة المصلين، وبعد حصوله على تزكية الخطابة سنة 2011 أصبح إماما وخطيبا للمسجد نفسه. تأثر الامام عادل ببعض المقرئين المغاربة أمثال الشيخ المقرئ عبد الرحمان بن موسى ، المقرئ عمر القزابري و الكوشي و بعض المقرئين المشارقة أمثال عبد الباسط عبد الصمد و العفاسي واامنشاوي و آخرين... وفي سنة 2011 حصل على الباكالوريا من التعليم العتيق، ليتحق بجامعة السلطان مولاي السليمان كلية الاداب و العلوم الانسانية ببني ملال شعبة الدراسات الاسلامية. وهو كل العزم للاستمرار في التحليق في سماء العلم و المعرفة.رغم أنه لم يسبق له أن تابع دراسته بالمدرسة العموميوة قط. يقضي أبو زياد يومه في شهر رمضان بين تلاوة كتاب الله عز وجل والمطالعة الحرة و البحث في بطون أمهات الكتب،