أكثر من حادثة سير،وأكثرمن قتيل فى أيام معدودات بمدينة سوق السبت،حيث القلق يعلو كل أسرة نتيجة تزايد هذه المآسى..وحيث الكل أصبح يعلم ان أسرة الأمن رغم مجهوداتها الجبارة لم تستطع ايقاف هذا النزيف ،الذى تُعتبر الدراجات الهوائية والنارية والعربات المجرورة من أكثر العوامل المسببة فيه.. بل الأكثر والأغرب من ذلك ،ان هذه الفوضى قد طالت ليس الطرق والأزقة فحسب،انما ايضا الحدائق العمومية ..وهو مايعنى ان هذه الفضاءات المفتوحة التى غالبا مايلج اليها السكان لأخد قسط من الراحة بعيدا عن الضجيج وعن حصار الجدران، لم تعد كذلك منذ شهور ،فى غياب مراقبة صارمة.، وفى غياب عقوبات زجرية تحد من تصرفات هؤلاء الطائشين الذين حولوا منصات حدائقنا الى ملاعب لكرة القدم ،كما حولوا ممراتها الى مجالات لسباق الدراجات والى أماكن للتحرش بالنساء، دون احترام ل"هويتهن"وكرامتهن" ودون احترام لحرمة المكان وخصوصيته، الذى غالبا ماتجده مُكتظا بالنساء والكهول ممن يعانون الأمرين فى الوصول الى مثل هذه الفضاءات بسبب كبر سنهم او بسبب امراضهم المزمنة.. ان التغاضى عن مثل هذه الاعمال رغم بساطة حلولها، لن يزيد من الأمر الا تعقيدا.فتربية ابنائنا على ضرورة احترام الفضاءات العمومية واجب مُحتم على كل أسرة ،الا ان ذلك لا يعفى السلطات المعنية من القيام بمهامها،خصوصا وأننا على أبواب شهر رمضان حيث تتحول هذه الأماكن الى فضاءات مكتضة بالأسر تتطلب حماية وتشترط توفير الأمن والأمان.وماأعتقد أنه دون تظافر الجهود بين كل الفعاليات والهيآت وسلطات الوصاية ، ستستطيع جهة دون أخرى التكفل بهذه المهام..