ليت شعري هل يستعمل جل رواد المواقع الاجتماعية عبر شبكة الانترنت مصطلحي : Partager و j'AIME الاستعمال السليم الصحيح ، لمختلف المواضيع المقترحة عليهم ؟ هذا ما أود التحدث عنه اليوم في هذه المداخلة ، علها تجد آذانا صاغية ، وفكرا ناقدا ثاقبا من المتتبع الكريم ، حيال ما يعرض عليه من مواضيع مختلفة ، على مائدته الاجتماعية التواصلية الدسمة حتى النخاع ... ومن خلال تجربتي المتواضعة في هذا المجال ، ألفيت العديد من المتتبعين يستعملون تلكم المصطلحين ، بطريقة اعتباطية ارتجالية عشوائية لشتى ما يعرض عليهم من مواضيع ، من دون تمحص أو ترو أو تقص للحقائق .... ودواعي ذلك مرده عدة عوامل أهمها : ( أ) الجانب الثقافي والفكري: تعد الثقافة في شموليتها المحيط الذي يشكل فيه الفرد سلوكه وشخصيته وطبائعه ، وهي حسب تعريف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم : ( تشتمل على جميع السمات المميزة للأمة من مادية وروحية وفكرية وفنية ووجدانية ، وتشمل جميع المعارف والقيم والالتزامات الأخلاقية المستقرة....) وهذه الثروة الثقافية إن هي لم تستثمربشكل سليم نحوالتطوير والبناء ، فهي تؤدي إلى الضياع والفساد ... وهذا ما حصل لشبابنا اليوم أمام انتشار ثقافة الترف والاستهلاك الغير المعقلن ، وعشق الظهور بأي ثمن على حساب المبادئ والأخلاق والقيم أَنَّى كان حالها وشأنها ... هذا كله يجعله لا يفرق بين الصالح والطالح من أي منتوج يريد توزيعه أو يعجب به ، ومن ثم يضع كلمتي : J'aime و Partager في غير محلهما ... (ب) الجانب الاجتماعي : العلاقات الاجتماعية والحميمية التي تربط الأفراد بعضهم ببعض ، تدعم الارتباطات العاطفية القوية ، وتوطد فيهم الشعور بالانتماء والحاجة إلى الاهتمام وحب الظهور، مما يجعل الشخص منصاعا رغم أنفه للتفاعل مع أي منتوج كيفما كانت درجة قيمته الفنية والإبداعية .. ضاربين بذلك كل قيم الشفافية والموضوعية والنقد البناء عرض الحائط ... كل ما ينشده الغيورون على مختلف المنابر التواصلية الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت ، أن يتحرى متتبعو هذه المواقع ، الموضوعية والشفافية والدقة في الأحكام ، وتغليب من منطق العقل ، على منطق العواطف والارتجال والعشوائية ، في إصدار الآراء والتوجيهات .../