عشرات من المتشردين يعشون في شوارعنا ونمر عليهم صباحا ومساء ا ومن كثرتهم اصبح منظرهم شئ معتاد وطبيعي لدينا، لقد تبلدت الاحاسيس. في مدينة الماء والطبيعة بني ملال اصبحنا لا نأنف لمنظرهم إنهم في كل مكان وبجوارنا قبل عدة اسابيع كانت مريضة نفسية تنزع كل ملابسها وتتجول في الشارع كما ولدتها أمها، وعندما تدخل أحد القواد وتوجه بها للمستشفى الجهوي رفض استقبالها ؟؟؟ بالأمس وبشارع الجيش الملكي بمحاداة شارع محمد الخامس كانت ترقد مريضة على الارض وتحت الشمس مباشرة. وهي راقدة في نومها لم يكن لهذا المشهد ان تمر به دون ان تتوقف وتشاهد ما وصل اليه حالنا، هذه المريضة التي تنام وجسمها كله اسود بالاوساخ ربما سنين لم يلمس جسمها الماء، ثيابها رثة اذا جاز وصفها بالثياب، رائحتها كريهة ولا حظنا أن رجليها بها جروح بسبب جوارب إنتزعت من رجلها بعنف . هذا الإستغراق في النوم يعني انها لم تنم طول هذه الليلة الباردة.لا ندري كيف تدبر معيشتها من أكل وشرب وكيف تقضي حاجتها. هذه المريضة وغيرها تحتاج للمساعدة الطبية والمأوى وجميع مستلزمات الحياة، لقد تخلى الجميع عنهم wمن دولةمرورا بمجتمع مدني وانتهاء ا بالافراد. تدين جمعية إئتلاف الكرامة لحقوق الإنسان بني ملال، التي قامت بإنجاز، أعلنت عن إدانها لهذا الصمت الرهيب والإهمال الغير مقبول، داعية الدولة لتحمل مسؤولياتها وتوفير كل المستلزمات العيش الكريم لمثل هؤلاء. كما طالبت وزارة الصحة لتقديم المساعدة الطبية لأمثال هذه الحالات. الجمعية ذاتها دعت المجتمع المدني والافراد للتذخل والقيام بواجبهم لانقاذ هؤلاء من معانتهم الا انسانية.