"إتفق العرب على أن لا يتفقوا" مقولة نشأنا دائما على سماعها وتكرارها كلما كان هناك استحقاق تاريخي سياسي، وعلى مر السنين والعقود كانت قاعدة شبه تامة تحكم العلاقات البينية العربية لدرجة استغلالها من طرف العدو رقم 1 وتطوير تشكلاتها إقليما وجهويا لدرجة أنك لا تجد منطقة ما توسم أو توصف حتى بأنها عربية إلا ووجدت بها خلافا أو خلافات حادة بين أفرادها. مناسبة هذا الكلام ذلك هو المشهد الدارمي عربيا والأسطوري أوربيا حينما تنهد جياني أنفنانتينو الصعداء لحظة إعلانه رئيسا للمنظمة الأعتى عالميا والتي تتجاوز صفتها الرياضية بكثير لتتحكم أحيانا في مصائر أمم بأسرها. تلك المنظمة التي باتت تاريخا عبارة عن "ولاية" سويسرية نظرا لكون مقرها بزيوريخ في سويسرا، ولأن رؤساءها باتوا لا يتخذون جنسية سوى الجنسية السويسرية، فبعد الرئيس المخضرم السابق والمتحكم في مصائر العباد كرويا لأربع ولايات لم يسقطه عنها سوى إشتهار فساده ها هو سويسري آخر يعتلي كرسي الرئاسة إلى ما شاء الله. أوروبا التي عملت بنصيحة الرئيس الفاسد الذي أوصى بابن جلدته ومواطنه قائلا إنه خير خلف لخير سلف و"الفاهم يفهم" رفضت أن تحنى رأسها ولو رياضيا لأي كائن غير "غربي" سقطت نقطة تعريف الغين في قوميته فصار "عربي" أن يتجرأ على محاولة اعتلاء عرش الإمبراطورية الكروية العالمية عفوا "الأوربية". فكانت السياسة الأوربية المنتهجة منذ عقود أو لنقل منذ قرون تجاه العرب، تلك السياسة الصهيونية المصدر والتي تعتمد علة مبدأ أساسي تجسده مقولة "فرق تسد". " العرب الأغبياء.. أو القوم الدوني.. أولائك الأوباش.. كيف نسمح لهم أن يقودونا؟؟ لا .. لن ينالوا هذا الشرف، أو يحلموا به حتى.. ولو ولينا أفسد من فينا على العرش الكروي.. الذي لا نقبل إلا أن يكون أوربيا بوصف عالمي.."هكذا نطق لسان حال كرويي وسياسيي القارة العجوز.. ومعهم حلفاؤهم الأمريكان وحتى الروس.. جسد ذلك مساعي الجميع لإسقاط شخصيتين قويتين في عالم الكرة.. لكن ضعيفتين جدا في عالم السياسة.. ونجح المخطط. أوربا لن تسمح يوما لغير أوربي عربيا كان أو غيره أن يعتلي عرش الإمبراطورية العالمية، التي لن ترضى إلا أن تكون أوربية وفقط، لكن تكتسي الصبغة العالمية. حتى تظل الهيمنة الأوربية على الكرة العالمية ولو بعد تواضعها الذي لا تزال تحاول مداراته.. والدليل على ذلك ما تشهده المسابقات العالمية على مختلف المراحل السنية والتي تشهد شبه سيطر أفريقية ولاتينية مع اكتفاء أوربا بالمنافسة فقط. " لن تحلموا أيها العرب آو غيركم برآسة إمبراطوريتنا.. لأنه بدأت وتواصلت وستظل أوربية تحكم الكرة العالمية التي باتت أوى من السياسة حتى.." يواصل لسان حال الأوربيين.. فالعرش أوربي ولو أعطي لمن لطخه بأقبح أشكال الفساد !.. ولو غامرت أوربا بمواصلة نهج نفس المنوال وغامرت بتواصل مسلسل الفساد!.. لأن الهدف الأول قبل كل شي هو هدف سيادي.. كيف تقبل أوربا نزع السيادة عنها وإنزالها عن عرش الكرة العالمي الذي لم ولن تقبل إلا باستمراره أوربيا؟.. ولمن؟ للعرب.. القومية الأقل احتراما والأدنى منزلة في نظرها.. والأدلة على ذلك كثيرة وكثيرة.. يكفي فقط أن نذكر استقبالها الدائم ومشاركتها في المجازر التي تتواصل في البلاد العربية بدم بارد.. وهبوبها القوي واستنكارها ومحاربتها لأي استهداف لبلدانها.. لأنه ودائما في نظر الأوربيين .. "قتل أوربي جريمة لا تغتفر.. لكن إبادة شعوب وقوميات ليس سوى قضية فيها نظر.." العرب وبغباء شديد رغم السياسية الواضحة والمفضوحة التي انتهجها الرئيس المنصب حاليا والبادية المعالم، حينما قال أنه سيتخلى لصالح الأمير الأردني من الأم البريطانية في حال عدم حصوله على العدد الكافي من الأصوات.. وهو يعلم علم اليقين أنه وهو الأوربي لن يحصل لوحده على عدد الأصوات التي سيحصل عليها منافسيه العربيين.. لاعبا على وتر جد حساس باعتبار الأمير سباق إلى الترشح في الانتخابات السابقة وحساسية ترشح الشيخ البحريني ورفض الأخير ترك الحلبة للزعيم الذي واجه بلاتير بجبروته في الانتخابات السابقة. وليصدقنى القارئ الكريم إذا قلت له أنني كنت على علم بالسيناريو الذي حدث.. ليس لأن لدي مصادر خبرية من سويسرا.. لكن لسبب بسيط.. جعلني أتوقع بقوة هذا السيناريو.. السبب الذي يجعلني شبه متقين بأن المقولة التي بدأنا بها هذا المقال هي التي ستحكم تصرف المرشحين العربيين.. إنه سبب يتجسد في لقب كلا المرشحين العربين.. "شيخ".. و"أمير".. فبالله عليكم متى سمعتم عن تنازل شيخ.. أو تنازل أمير؟؟.. السلام عليكم.