شهدت مدينة سوق السبت يومه الاثنين بعيد الظهر أحداثا ساخنة رافقت تدخل قوات الأمن العمومية لفض اعتصام سكان دوار عبد العزيز المقصيين من الاستفادة من برنامج تعويض ساكني دور الصفيح حسب تصريحاتهم , وقد حضرت هذه القوات بأعداد لا يستهان بها لفض اعتصام أشخاص لا يتجاوز عددهم العشرين نفرا على أقصى تقدير , حيث تجمهرت أعداد غفيرة من الناس على طول الأرصفة المحاذية لقصر بلدية سوق السبت لمواكبة تلك الأحداث المؤلمة المتمثلة في إصرار بعض عناصر السلطة المحلية مدعومين بقوات الأمن على انتزاع أمتعة المعتصمين المتواضعة , ووضعها داخل سيارة مخصصة لحمل القمامة , غير أن المعتصمين تشبثوا بحاجياتهم , فتعالى صراخ النساء والفتيات ليعم المكان , ودخلن في أخذ ورد مع قوات الأمن في مشاهد مؤلمة تحط من كرامة الإنسان , وعلى الرغم من نجاح المتدخلين في انتزاع أغلب أمتعة المعتصمين حيث ثم نقلها على متن السيارة المذكورة إلى محجز البلدية , فإن هؤلاء المعتصمين ما لبثوا أن جلبوا أمتعة أخرى في نفس مساء اليوم ليتم تنظيم المعتصم بشكل أقوى من ذي قبل وهو لا يزال قائما إلى حد كتابة هذه السطور مما يدل على فشل رهان القوة الذي اختارته السلطات المحلية في التعاطي مع هذا الملف الذي أمسى مشكله يتفاقم يوما بعد يوم . والملفت للنظر أن المعتصمين لم يجدوا الدعم المعنوي طيلة أيام اعتصامهم إلا من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة سوق السبت , حيث ظل أعضاؤه كعادتهم مضحين بوقتهم لمؤازرة هؤلاء المقهورين في ظل الغياب التام لممثلي الأحزاب السياسية التي تضخ لها الملايين من خزينة الدولة خاصة في الحملات الانتخابية , حيث تجدهم يتبجحون بشعارات محاربة الفساد واقتصاد الريع وغيرها من الشعارات التي صار حتى الأطفال يحفظونها عن ظاهر قلب .