في زمن التكنولوجيا.وثورة المعلوميات ... اصبحنا نعيش ازمة انقلاب المفاهيم من حيث المحتوى والمضمون وشكل التعاطي معها...... وانفلات اخلاقي من نوع جديد ......فالخيانة مثلا سلوك يحظى نظريا بكثير من الانتقاد والرفض المطلق..... مهما كانت الاسباب والمسببات....... يرفعه الى درجة الاجرام المعاقب علبه في القوانين الجنائية......... لكن المشكلة تكمن في تلك الصورة النمطية الثابثة التي كونها المجتمع في الاذهان.... وجعلها قناعة راسخة.... فيما يتعلق بضرورة الفصل والتمييز بين سلوك الرجل والمراة عند ممارسة الخيانة ...... فبالنسبة للمراة يضع المجتمع حصارا ومراقبة متشددة........ فلا مجال للمساومة والتفاوض .......ولا محاولة لفهم حيثيات الفعل......فالكل يقف صفا واحدا ارزاء خيانتها... لدرجة التحريض على قتلها وطردها من الاسرة او الحي فتصبح نجسا لابد من التخلص منه باي طريقة . اما بالنسبة للرجل.... فالامر مختلف تماما ..... هناك تسويغ ....وتقبل.... وتبرير دائم للفعل..... فلا نرى تهويلا ولا تضخيما بل رغبة في التزام التستر ..... وتحصينه من مجرد نظرات الازدراء والاحتقار .......حتى وان افتضح امره ....... فسيرته تبقى محفوظة..... وعرضه مصان ....فهي مجرد نزوة لا غير ..... فالرجل يبقى رجلا.... مهما اخطا واقترف من الجرائم ..... ولا شيئ سيغير من وضعه .....وعلى المراة ان تتسلح بالصبر وبكثير من التسامح .وعليها ان تتجاوز الامر وتتقبله ..... .....ولتبقي احتجاجها وغضبها داخليا فحسب..... كنوع من التهدئة من اجل اسمترار العلاقة مع الشريك....... ان ارادت لنفسها ضمان عيش كريم ولو مع زوج خائن ..........فالمجتمع يرجع باللا ئمة عليها في جميع الاحوال وعليها ان تتاقلم.... لان الامر يبدو عاديا تماما فلا يهم مادام يرجع الى بيته سالما...... لانه باختضار شديد رجل..... لا يخضع لمساطير المراقبة والمحاسبة...... .ولا تطارده لعنات الرفض الاجتماعي .....فعلاقاته مفتوحة ولها دائما ما يبررها .......