في البدء.. كنتَ بسمهْ تطير بك الأفراح ، من صدر إلى صدر .. و ترشف الأفواه براءتك الناعمة و تحضن السواعد قواك النائمة في ملحمة ، كنت فيها أمير القلوب و كانت ألحان صيفك و شتائك هادرهْ أما أنغام ربيعك فكانت حالمهْ طويلةََ الأوتار .. جذورها عائمهْ في كل سطرٍ و شبرِ .. هائمهْ كان مداك يفوق الأفق الأحمرْ بألوان الطيف تنظر حين تريدْ و بعزم التحدي تحرث أرض المستحيل و تموت ألف مرة قبل أن تغادرْ و يحجب صمتك الشمس على من يهاجرْ الكل يبكيه ، إلا أنت صابرْ ما زلت تمسح الدمع عن جبين الوطنْ ما زلت تغسل عن ثيابه العفنْ رفعوا شعارات التنمية.. قلتَ '' عيدْ '' و نفوك إلى قمم الجبال.. قلتَ ''زيدْ '' و بدلا من أن يبقوا نجومك في السماء رصعوا بها سقف قسم يسيح في الشتاء ثم راحوا إلى جذورك و أحلامك العادلهْ فاقتلعوها بعصاهم .. يا لَلدِّماء السائلهْ بعدها .. عانقك مع أشياءٍ أُخَرْ داء " الشيخوخةِ المبكر" و " نكرانِ العائلهْ " فتناثرت أوراقك عبر المقراتِ .. بَلْهَ قطراتك عبر الساحاتِ .. و ملفاتك عبر الوزاراتِ .. تماما ؛ كفلسطينيِّي الشتاتِ .. عندها ؛ ندمت ألف مرة لِمَ لَمْ تهاجرْ لكن ، عزيزي ، أين المفرّْ ؟؟؟ فحتى قوارب الحكومة الموعودهْ قررت أن تغرق في عين حرودهْ و الحصيلة أجيالُ حلمٍ مفقودهْ تنضاف إلى أحلامك الموؤودة الشهيدهْ في قاع طُغْمةٍ .. "قديمةٍ جديدهْ " ............................... في البدءِ .. كنتَ بسمهْ لكن ها أنت .. صرت "لعنهْ " يتوارثها ، أرباب "البطنهْ " لا غَرْوَ أن تزول عنا و عنك "الفطنهْ " لا غَرْوَ أن يضيق علينا " خير المهنهْ " .. وَضُحَ المشهد .. فاضبط لونهْ و ارسم ما شئت بينهْ ذاك أمر تُتْقِنُ فنَّهْ أما أنا .. فمن قلب المعركةِ ,, وَقَّعْتُ لحنهْ . مقر الإتحاد المغربي للشغل _ الرباط تاريخ التأليف : 26 - 11 - 2002 تاريخ النشر : 24 - 12 - 2013