رغم التهديدات و الإستفزازات، لم يتراجع سكان قبيلة دوار أهل الواد بجماعة ارفالة التابعة لدائرة بزو بإقليم أزيلال على تنظيم مسيرتهم الإحتجاجية نحو مقر ولاية جهة تادلة أزيلال بمدينة بني ملال. حوالي 50 فردا من سكان هذا الدوار استقلوا شاحنة منذ صباح أول أمس الثلاثاء قاطعين 70 كيلومترا نحو مدينة بني ملال ، متجاوزين و غير أبهين بتهديدات قائد مركز بزو الذي كان مصحوبا بخليفة جماعة ارفالة و بعض أعوانهم الذين حلوا ليلا بدوار أهل الواد محاولين عبر التهديد و الوعيد منع مجموعة من سكان الدوار سواء باللقاء بهم بالدوار أو بطرق أبواب مساكنهم و مطالبتهم بعدم المشاركة في المسيرة المتوجهة إلى مقر عاصمة الجهة . التهديد تواصل صباح اليوم الموالي حيث حاولت السلطات منعهم من ركوب الشاحنة بدعوى أن رجال الدرك الملكي سيعترضون طريقهم ، لكن عزم و إصرار السكان و إيمانهم بقضيتهم جعلهم يتمسكون بالمسيرة و يتوجهون إلى بني ملال ، حيث التحق بهم 15 عنصرا أخرين ينتمون للدوار و يقطنون ببني ملال ليتجمعوا كلهم أمام مقر الولاية حاملين الأعلام الوطنية و صور جلالة الملك و لافتة تدعو المسؤولين إلى فك العزلة على هذا الدوار و توفير الخدمات الإجتماعية اللازمة. شعارات و هتافات السكان أمام الولاية بطريقة سلمية جعلت والي الجهة يتوجه نحوهم مطالبا بتكوين لجنة منهم تضم 4 أفراد للحوار. و هو ما تم، حيث جلست اللجنة المنتدبة مع لجنة مكلفة من طرف الوالي يترأسها قائد بالولاية لدراسة مطالب المحتجين . المحتجون اشتكوا من عدم توفر دوارهم على الماء الصالح للشرب ، و مركز صحي حيث يضطر المرضى و النساء الحوامل لقطع عشرات الكيلومترات للولادة ، و عدم تعبيد الطريق الأساسي (18 كيلومترا) الذي يمر عبر دواري وارمان و تاغرارت للوصول إلى الطريق الوطني رقم 8 الرابط بين مراكش و بني ملال، و كذا صعوبة حصول السكان على وثائق الحالة المدنية لإضطرارهم إلى قطع مسافة طويلة عبر الشاحنة و الدواب للوصول إلى مقر الجماعة أو الدائرة . السلطات في شخص القائد رئيس الحوار وعدت بحل جميع هذه المشاكل من خلال إسراع مشروع الماء الصالح للشرب الذي كلف به المكتب الوطني للماء الصالح للشرب الذي سيشرع قريبا في إجراءات الدراسة التقنية. كما أن السلطات اتصلت بالمندوبية الجهوية للصحة العمومية بهدف إنشاء مركز صحي بالدوار خاص بالتوليد. أما الطريق فستشرع الولاية بالتنسيق مع عمالة أزيلال و الجماعات المعنية و وزارة التجهيز و النقل لدراسة الإصلاح و التعبيد. إقتنع المحتجون بهذه الوعود مانحين السلطات فرصة أخرى لتنفيذ وعدها و فك العزلة على هؤلاء السكان المتضررين. ليعود الجميع عشية نفس اليوم إلى الدوار بشكل سلمي و حضاري . و معلوم أن دوار أهل الواد يعاني من تهميش كبير و يشكو من عزلة مستديمة دفعت السكان منذ عدة سنوات إلى عدم المشاركة في الإستحقاقات الإنتخابية الماضية ، حيث قاطع السكان مختلف الإنتخابات الجماعية و التشريعية الماضية و ذلك بسبب عدم وفاء المسؤولين بوعودهم في شأن فك العزلة و توفير الخدمات الضرورية للمواطنين .