بعدما كانت تقطع أنفاسها على الساعة العاشرة ليلا على أقصى تقدير ،أصبحت سوق السبت أولاد النمة مدينة لا تنام بحلول صيف هذه السنة وبداية شهر رمضان ،حيث شجعت الأجواء الليلية الباردة نسبيا على يقظة غير اعتيادية بهذه المدينة ،لكن لا تخلو من العديد من المظاهر السلبية التي تحول انتشاء وفرحة البعض إلى مضايقة واستياء الكثيرين . بعد الإفطار مباشرة تنزل إلى شوارع سوق السبت أفواج من الشباب يمتطون دراجات الشينوا مثنى وثلاث وفي القليل من الأحيان فرادى،فيحولونها إلى حلبات للسباق ومضايقة المارة غير آبهين بالإشارات الضوئية أو ممرات الراجلين ،ناهيك عن أصحاب الدراجات العادية من الأطفال واليافعين الذين لا يميزون بين الرصيف والشارع والاتجاه الممنوع . حدائق المدينة تحولت إلى مرتع للمتحرشين بالنساء ومضايقة الجالسين ومسرحا هي الأخرى لأصحاب الدراجات العادية ،فلم تعد بالبات مكانا للراحة والهدوء رغم جهود المسؤولين في المحافظة على النباتات بها والتي تبقى قاصرة في مواجهة شتى أشكال الاعتداءات التي تطال هذه المتنفسات الخضراء على قلتها بالمدينة. بالإضافة إلى هذه الإختلالات زادت شهية أصحاب المقاهي والمحلات التجارية في احتلال الملك العمومي .كراسي وطاولات المقاهي اكتسحت أرصفة الشوارع واختلطت بالمارة ،أمام أعين السلطات الأمنية والمحلية ،وأصحاب المحلات التجارية ربحوا فضاءات إضافية يعرضون بها سلعهم الرمضانية دون حسيب ولا رقيب ،والفراشة من جهتهم لم يدخروا جهدا في نشر موادهم ليلا على الرصيف العام، بل أمام بوابات بعض الإدارات والمؤسسات العمومية غير مبالين بعرقلة السير حيث يرغمون المارة على النزول إلى الشارع والازدحام مع مختلف العربات والدراجات معرضين أنفسهم للخطر. إن كانت الأجواء الليلية الرمضانية بسوق السبت تغري فعلا متخلف المواطنين من النساء والرجال كبارا وصغارا على السهر خارج البيوت ،ألتي تلتهب حرا بالنهار ،وتقاسم فضاءات المدينة ،فهذا التعايش والتشارك يجب أن يسوده احترام حريات وحقوق الآخرين ،تحت مظلة ومراقبة مختلف السلطات المعنية بتطبيق القانون ومعاقبة الخارجين عنه.