"التحريرة " فرحة الصغار وعبئ الكبار عرس ينتظره الأطفال لمعانقة أجواء الصيف والعطلة إنها وقت "التحريرة"وفك الارتباط بساعات الدراسة الثقيلة ..نهاية الحصاد الدراسي ..وقت السهر والنوم حتى منتصف النهار دون انتظار رقيب الوقت ..الوقت الكافي لمتابعة المباريات الرياضية والمسلسلات التركية والمكسيكية ..يحرم العد يدون من مبررات لقاء الأحبة فتنشط حركة الهواتف ورسائلها والمواقع الاجتماعية ودردشاتها يتسلل الفتيان والفتيات ليلا نحو صفحاتهم السرية والعلنية ليلقوا التحية أو يبحثوا عن مؤنس يعوض فراغ الصيف ..أما الكبار فيصبح همهم إرضاء الناجحين من أبنائهم بمخيم هنا أو سفر إلى هناك أو شراء هدية بمناسبة النجاح.. أما الفقراء من الأطفال ورغم نجاحهم بنقط ممتازة تجدهم يساعدون آبائهم في تجارتهم أو يصبحون من باعة السجائر بالتقسيط والمناديل الورقية في المقاهي وعلى جنبات الطرقات، وفتيات في ريعان الطفولة يبعن الورود للسياح أو للمستجمين في المدن الكبرى وفي حدائق العشاق..فتنشط حركة تشغيل الأطفال بغرض تعلم حرفة تقيهم شر العطالة وقت انتهاء المسار الدراسي وكذلك لاجتناب الشجار مع أبناء الجيران ..إنها حلاوة "التحريرة" وبؤس التمايز الحاصل فيها ، نعمة في طياتها نقمة