الخطر كله كامن فيه ، التوثر والإنفعال والفوضى والتخريب والإقتتال أبرز سماته ، خطر يمتد بلا حدود ، يسافر عبر القارات والمحيطات ، ينتقل من بلد إلى آخر دونما حاجة لجواز سفر أو تأشيرة ، له ليس بالتأكيد فيروسا ،ولكنه يبدو مدمرا كفيروس الأنفلوانزا أو فقدان المناعة المكتسبة ، عدواه تنتشر بين الشباب خاصة ،والرجال وبعض الفتيات أحيانا ، فيكسبهم حالة هي أقرب إلى المس والحماقة والجنون ، تراهم يهتفون بالمئات حينا والالآف أحيانا ، يرددون شعارات وهم يحملون لافتات لا مطلبية وعبارات الدعم والمساندة ، تجمعات أشبه بمظاهرات شعبية ،ولكن ليست كذلك ، يقتعدون كراسي أو يقتلعونها غضابا الأمر سيان ، يتجمهرون للفرجة فهم جمهور إذن ، المقاهي والمدرجات وحتى المنازل أمكنتهم كيما يتابعوا بشغف أقرب إلى الهلوسة عشيقتهم المفضلة بين اقبال وإدبار الهام والأقدام، حين تتقاذفها الأرجل ، ومع حركاتها تتراقص قلوب عشاقها نبضا وخفقا ، يراقصها المهرة والسحرة حين تطاوعهم ، هي ليست راقصة شرقية ولاغربية . مستدير شكلها ، فارغ جوفها ، أبيض لونها ، بريطانيا موطنها ، حولت الإنجليز من وداعتهم وبرودة دمائهم إلى شعب متعصب يسمى " الهوليڴانز" ، لها حراس ومدافعون ، لها حكام ومنظمون ، ومؤسسات إدارية ضخمة ومالية أضخم ، أسواق نخاستها العصرية تقام كل حين وآن ، فيها يباع المرء ويشترى بملء إرادته ورغبته مقابل ملايين الأورو ، لها أندية ورؤساء ، لها سماسرة ومقامرون يطاردون سراب الفوز وأوهام الغنى بملء أوراق أشبه باليانصيب بلا نصيب ، وكل أمانيهم وأحلامهم مشدودة ورهينة بأقدام بشرية ، في عدوها سر وسحر قادر على استقطاب المزيد ممن لايزال خارج دائرة الضوء بل السوء ، لما تعجز العقول والعيون عن رؤية النور وحقيقة الأشياء ، هي كالخمرة المعتقة تخدر وتسحر العقول ولكن لا علم لي بحرمتها ، خدرها يخامر العقول ، ويستهوي الأنفس ويسلبها الإرادة لأناس يلهثون ووراءها يهرولون ... تلك إذن كرة القدم سميتها طاعون العصر ، وأفيون الشعوب المستعير ، وسماها آيات الله: الشيطان المستدير .