من روائع القصص الشعبي الامازيغي (2) تحكي الجدة الامازيغية "خلتي عيشة ميمون" لحفدتها , قصة يعرفها كل سكان جهة ازيلال والأسر المهاجرة إلى سهول تادلة ونواحيها. آن القنفذ رمز الذكاء والفطنة في الفكر الأسطوري الامازيغي , التقى مرة ببومة (موكة) ,وطلبت منه مساعدته في إيجاد حل لكرة مكونة من خيوط ملتوية , لا يظهر منها أول الخيط ولا آخره . أجابها القنفذ الذكي بسرعة فائقة: : - هذه الكرة التي تتحدثين عنها , هي القنفذ ( محند) يعني أنا الواقف أمامك الآن ؟ وهي رمز لشخصي لأني أشبه الكرة ؟ . - سبحان الله , أدركت العلاقة بينك وبين الكرة بسرعة .لكن أنا اقصد كرة الخيط المتشابك . - قبل أن أجيبك , أريد منك وعدا قاطعا , بعدم الغدر والفتك بي , لأرشدك لحل للخيوط المتشابكة في الكرة . - أعدك يا صديقي (بو محند) بأني لا اعتدي عليك . لكن أين يكمن الحل , لارتاح من هذه الكرة المعقدة . - الحل واضح جدا يا أختاه !!!, يكفي أن تفكري جيدا في ذلك . - وكيف أجد الحل وقد قضيت أياما وليالي في الحصول على طريقة لإخراج أول خيط الكرة ؟ - احملي الكرة بيت مخالب رجليك , وأسقطيها من أعلى ارتفاع , وإذاك حين تصطدم بالأرض الصلبة , فان رأس خيط الكرة سيخرج من مكانه , وسيظهر واضحا بشكل يراه كل من يتصفح الكرة بين يديه . شكرا صديقي القنفذ (بومحند) . ومرت أيام , وقد نسي القنفذ نصيحته للبومة , وبينما هو في يوم مشمس , كان يبحث عن حشرات في ثلوم حقل بوري , رأته البومة المحلقة في الأجواء العالية , فهوت عليه بقوة وسرعة فائقة , لتأخذه بين مخالبها , ولتعود به إلى السماء العالية , ثم أطلقت سراحه في ذلك الفضاء الشاسع , بحيث أصبح في تسابق مع الهواء والفراغ , وهو يردد ما يلي : - غدير ماء يا ربي العظيم أو مجمع تبن وقش لحماية ضلوعي وجسمي من الكسر والتحطيم !!! . وفعلا , تضيف الجدة : أين- في رأيكم يا أبنائي - سيسقط القنفذ (بومحند) ؟ . تجيب الطفلة الصغيرة (رابحة) , وقد تأثرت بعقدة القصة : على ( اشليف نواليم ) أي فوق التبن الموضوع في البيدر . يصفق باقي الصغار لان (بومحند ) قنفذنا الذكي , نجا من الموت والتهلكة , واستجاب له الخالق الرحيم الملبي لطلبات ودعوات الضعفاء أينما كانوا , وأينما حلوا . وتختم الجدة القصة بفكرة رائعة لتقول لصغارها المحيطين بها وقد اخذ النوم يداعب أجفانهم : ومنذ ذلك العهد والى يومنا هذا , والبومة لا تستطيع المشي على الأرض , بل تبقى مستقرة فوق الأشجار أو الأحجار ,لا تقدر على السير , لأنها خالفت وعدها الذي أبرمته مع السيد : من ؟ ليجيب الصغار جماعة : ( بومحند ) . محمد همشة . دار ولد زيدوح في : 27/12/2011 .