ما هو التعليم الأنجع والتربية لأطفالنا؟ تعددت المناهج والمقررات الدراسية بدون جدوى، وكذلك بعض النظم للعناية بالطفل والأسرة ولكن لم تكن كافية،وعليه أحاول أن أطلق الضوء على هذا المشكل، بما أتصوره لازما، وكذلك بنقد موضوعي، بعيدا كل البعد عن كل المسومات ، والنظريات البئيسة، الخارجة عن مصلحة الوطن والمواطن نحن تعلمنا في مقررات ومناهج" بوكماخ"رحمة الله عليه، لمدة سنوات، والحمد الله على عمل ذلك الرجل، كما أن جيلنا كانت له رغبة في الدراسة والنجاح، رغم ما قاسيناه من مشاكل الغربة والتهميش، لكن كانت لنا الإرادة والعزيمة بالنجاح، ووفقنا الله إلى ما كنا نصبوا إليه إننا سئمنا والمغاربة السلوك الغير اللائق ولا مسؤول من بعض المسؤولين بهذا القطاع الحيوي، مسؤولية ومسؤول بدون نتيجة، مآله الباب الواسع أمامه ، وترك الفرصة لطاقات أخرى، والحمد الله، موجودة عند المغاربة، داخل الوطن أو خارجه تقيما للوضع والموضوع إن هذا المشكل الذي ظهر على السطح، وعلى الساحة السياسية أخيراً، ولاحظناه بكل الوضوح، في خروج الشباب إلى الشوارع ، وفي تعاطي المجتمع المدني لجزء من هذا المشكل، خاص بالطفل وتربيته وصحته، وربما أظن أن هذه الجمعيات الإنسانية والخيرية، تحاول أن تقرأ من وراء هذا كله، الأسباب في داخل الأسرة بالخصوص،والمجتمع بالعموم، لهذا النمو الغير الطبيعي، للهذر المدرسي، وأطفال الشوارع، وكذلك عزوف الشباب عن المدرسة،ربما أن الأذان كانت غير صاغية لخطاب هذه الجمعيات،وردود الأسر والشارع في هذا الشأن، والشعور بلا مسؤولية من المكلفين بهذه الملفات. وبدأنا نلاحظ تراكمات اجتماعية، بدأت تمس باللحمة والطينة العائلية، وبدأت شيئا فشيئا تقبر، مبادئ المواطنة، والمواطن الصالح، وتنهج الأنانية ، والهروب من المسؤولية والصالح العام، والتفكير إلا في المصلحة الشخصية، وهذه العلامات والشعور، نجدها في المجتمعات الغربية المتقدمة، إلا هناك مفارقة، يجب أن نؤكد عليها، وهو أن الدول والمجتمعات المتقدمة والتي يقال عنها " ديمقراطية" إن صح التعبير، تسأل نفسها وتبحث دائما عن سبب الداء،وتحاول بقدر الإمكان، إقاف النزيف، وفي نفس الوقت تقوم الدولة بهيئاتها وجمعيتها، بالتكفل بكل من خرج من نظام الأسرة، أو المدرسة أو العمل، ورعايته حتى يصبح قادرا على ولوج المجتمع من جديد، وبدون خسارة. إن ذلك الإنسان الغير المحظوظ ، سواءا كان بخطئه أو بخطأ الغير، يحس في آخر المطاف، أن مجتمعه ودولته، ما استغنت عنه، أو نسيته، ويكون دائما معترفا بجميل بلاده، وهذا ما يزيده شعوره، بأن مجتمعه يهتم به، ويعطيه جرعة حيوية لمجابهة المشاكل ، والنجاح في مشواره الجديد في الحياة، وحبه لوطنه، وفخره وانتماؤه إليه ما هي الكيفية التي يعالج بها المشكل؟ إذا كانت الإرادة، فإن كل شيئا عسيرا، يصبح يسيرا، يعني أن الحكومة القادمة، وجب عليها أن تعالج المشكل من المصدر، ولا فائدة بإعطاء الظهر، والهروب من الواقع، لأن تركه هكذا، سيصبح من أكبر مشاكل المغرب في المستقبل القريب أولا: يجب تعين شخصية لها مرجعية في ميدان التربية والتعليم، وحقا يريد أن يحقق شيئا، ويريد العمل للوطن ثانيا : عندما نعالج أي مشكل وتشخيصه ، وجب النزول إلى القاعدة، والاستماع إلى جميع الفاعلين ميدانيا، من القرية إلى المدينة، والجبال والأوغال والسهول، وليس القبوع في العاصمة أو المدن الكبرى، سيأتي بحلول للمغرب المترامي الأطراف ثالثا: إعطاء لهذه الحقيبة، ما يستلزم من الكلفة المالية، نتيجة لخلق مناصب عمل، بأطر تعمل في الميدان الاجتماعي والثقافي، في جميع أقاليم وولايات المملكة، وكذلك اللوازم الضرورية لإنجاح هذا البرنامج الوطني إذا كانت هذه الشروط متوفرة، يمكن أن نشرح ونتطرق إلى طريقة العمل التي تتم بها إصلاح مشكل التدريس وتعليم الطفولة والشباب، بطريقة تشبه الدول المتقدمة، وسوف تكون نتائجها، بالخير على مغربنا الحبيب، والشباب والمجتمع سواءا إن مصدر الهذر المدرسي، وخروج الأطفال إلى الشوارع، وحرمهم من التربية والمدرسة، واستغلال الأطفال بكل الصفات، السبب هو الفقر، وقلة الموارد المالية لأوليائهم، ينتج عنه تصدع الأسرة وتشتيتها. كما أن قلة المرافئ التربوية، وعزوف الدولة في هذا الحقل التربوي، يكون كذلك من الأسباب والدوافع، لتفاقم الوضع والمشكل،علينا إذن، أن نعالج المصدر وحتما ، إن المدن التي تعج بأطفال الشوارع، أغلبتهم من العالم القروي، أدت الحياة القاسية، بإبائهم للهجرة إلى أحياء القصدير، في ضواحي المدن الكبرى ، وأصبحت كالبركان الذي يقذف على شوارع المدن، أوساخه وويلاته، ليس هذا من باب السب أو القذف، لكن علينا أن نقول الأشياء كما نشعر بها إن الدول المتقدمة، تشرف على الطفل، منذ ازدياده، حتى سن الرشد، حيث يكون الأباء، مسائلين قانونيا عن فلذة كبدهم، في مساره الطفولي والمدرسي ، مقابل بعض المزايا، كالتلقيح المجاني، والنقل المدرسي ، والمتابعة الصحية، وإعانات مادية ومعنوية، لشراء للوازم المدرسية، والملابس وما يترتب عن ذلك من مصاريف، تفوق طاقة الأباء، المحدودين الدخل، وهذه الإعانات ليست بغريبة، إذا تكلمنا عليها الآن، وإنما هي شكل من توزيع ثروة البلاد على جميع شرائح المجتمع ، أحد النقط المهمة في برنامج الحكومة الجديدة كيف نبلور هذا البرنامج وإنجازه، وكما قلت سابقا، أن أكبر الأوراش، متواجدة في العالم القروي، حيث وبكل أسف، لا وجود لأهم المرافئ الحيوية، ومن يقل منعدمة، ما معنى لقسم دراسي بدون نوافذ أو باب، أو المعلم يأكل ويشرب وينام في القسم، في مكان بعيد، في قمة جبل، أو بين نخلتين في واحة صحراوية، هل هذا وضيفه أم سجن، أولا للأطفال، ثانيا للمعلم ، إلا أن الحل سهل جدا، وهو جمع أبناء جميع الأرياف المترامية لمنطقة ما، في مجمع مدرسي، قريبا من قرية كبيرة أو مدينة، خاص بأبناء هته المناطق النائية، يقدم لهم المأكل والمشرب والسرير، ولحمايتهم من البرد القارس أو الحرارة القاسية، والرعاية الصحية من طرف الدولة . يلجؤون إلى المجمع الدراسي أوقات الدراسة، ويرجعون لأسرهم إلا في العطل، في حافلات مخصصة لهذا الشأن ،وحتي المعلم لن يكون وحيدا، حيث سيحس بالراحة مع عائلته أو أصدقائه المعلمين في المجمع، وتقديم عمله في أحسن الأحوال، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ، يتم خلق فرص عمل،مدير المجمع المدرسي الاجتماعي ومن الطباخ ومن الذي يغسل الملابس وإلى المراقب الصحي ، والمربية الإجتماعية وسائق الحافلة وغير ذلك من المناصب، لست أحلم يا إخوة،وإنما هذا هو الواقع، المعمول به عالميا، وهذا شكل آخر من توزيع الثروة على جميع المواطنين، كما أن هؤلاء الأطفال أو التلاميذ، وجب إنفتحاهم على العالم الخارجي، بزيارات سياحية نهاية الأسبوع، أو عقد أنشطة تربوية ومسرحية وموسيقية ، داخل المجمع أو خارجه، وهذا سيزيد من مردودية الطفل،وتتفتح شهيته وابتكاراته الفكرية على مجموعة من الأذواق ، ربما تكون مهنة مستقبله، وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجرة، أطفالنا بصحة جيدة خاصة الأكل والنظافة، غير مرهقين وكذلك المعلمين والمعلمات، وكذلك مناصب العمل الحقيقية الموازية التي أحدثت ، مع هذه المجمعات التربوية الاجتماعية، في الجبال والمناطق النائية ومع كل هذا، وجب التفكير بإرجاع الهيبة إلى التعليم والمعلم والتربية في جميع أشكالها كالزي الموحد مثل مدن الشمال المغربي ، كالتربية الوطنية، ورفع العلم الوطني، وزرع المواطنة عند أطفالنا طيلة مسارهم التعليمي والثقافي، وحتى في مراكز التكوين المهني على كل أشكالها في جميع أرض الوطن ،بالتعليم الخاص أو العام ، كما لا أنسى هذه النقطة، ألا وهي إدماج التربية البدنية في المدارس، ولا بأس أن تفتح قاعات لهذا الشأن، بكل ما تتطلبه من لوازم وأثاث، والتفكير في تعليم أطفالنا السباحة من المدرسة، وذلك بخارجات إلى المسابح وتحت رعاية، أساتذة سباحة، فإذا لم تكن مسابح، علينا التفكير في إنشائها، وهذا واجب وطني، وليس بمزايدة، كذلك تعميم وتعليم الموسيقى في الإعداديات، وهذا سيزيد من معنويات أساتذة معاهد الموسيقى، وإدماجهم في وزارة التربية الوطنية، إن كل هذه المتطلبات، ستغير الأمور، وتخلق فرص شغل، ومناصب عمل، وتخلق دينامكية وشحنة في أطر وأسرة التربية الوطنية والتعليم ماذا عن المدن والقرى شبه حضرية وجب خلق قسم خاص بالتربية والطفل في جميع بلديات المملكة الحضرية منها أو القروية، حيث أنه يتم إحصاء الأطفال الذين هم في سن الدراسة، ومتابعة من هم في الأقسام، وإشعار الأباء بالدخول المدرسي وشروطه، وواجبهم الوطني إزاء ذلك الطفل، مقابل تلك المزايا التي ذكرتها أعلاه، كما أن هذا القسم في البلدية يقوم أولا لتقنين الاحتياجات في حجر التدريس والمعلمين مع نيابة التعليم، ثانيا معرفة سير التمدرس لكل طفل، مرتبطا بمدير المؤسسة، وكذلك زيارات على طول السنة، من طرف مربين اجتماعين في كل المدارس، لمسايرة التلاميذ ، صحيا واجتماعيا، وإنذار الجهات المختصة حينما يقع غياب أو مرض أو أي مشكل، فإذا كان الطفل مهددا بخطر ما، فإن الدولة تتدخل وتتكفل به، أما بالبحث عن حل مريح للطفل، أو إقحامه في المجمعات المدرسية التربوية ، شبيهة بمجامعات العالم القوي النائي، تخلق هذه المجمعات في المدن كذلك، لاحتضان أبناء الفقراء والمعوزين واليتامى، وأبناء عائلات لها مشاكل اجتماعية أو ظرفية وإن على الدولة أن تعطي الأهمية إلى أكل الأطفال الصغار، بتقديم لهم وجبات غذائية صحية، في داخل المؤسسات التعليمية، إذن وجب التفكير في تعميم المطاعم المدرسية، يأكل فيها الأطفال والمعلمين والأساتذة، أولا لربح الوقت، ثانيا إقتصاد الطاقة المستعملة، والمحافظة على البيئة، في الذهاب والرجوع، للمعلمين وأباء الأطفال، خاصة إذا كانوا موظفين، ولا يبقوا منشغلين بوجبة غذاء أبنائهم ، في المقابل، يؤدي ثمن الوجبة بثمن رمزي، للعائلات التي عندها دخل والمعلمين والأساتذة، وهنا فرص عمل ستخلق كذلك وبهذا يمكن قول أننا نعمل شيئا في صالح أبنائنا،أبناء المستقبل والغد، في تربيتهم تربية حسنة، وإعطائهم مساواة في الحظ والنجاح والعيش الكريم، وفي نفس الوقت نقضي على ثغرات الماضي الخاصة بتربية النشئ ، بتربية صالحة،وبذلك تقفل أفواه الناقدين والحاقدين على مغربنا الحبيب، تحية صادقة لمن يريد خيرا لبلادنا، وجزاه الله ، إن أصدق في مهمته، وأداها بإخلاص وأمانه، والله ولي التوفيق،والسلام عليكم ورحمته أمحمد العيادي