من بين الظواهر الموسمية التي تمر علينا مر الكرام دون أن نعطيها حقها من الإهتمام و النقد، ظاهرة اكتسبت شرعنتها من التقليد المغربي لارتباطها بمناسبة عاشوراء،حيث ترى الأطفال و خصوصا الإناث منهم في كل مكان تحملن في طبق عظما من أضحية العيد مطلي بالحناء تعترضن سبيل المارة مطالبات إياهم ب"فلوس عيشور" هذه الظاهرة هي أشبه ما يكون بتسول مقنع، فالعائلات و خصوصا الفقراء منهم يستغلون الفرصة ليدفعوا ببناتهم أو يغضون الطرف عنهن إلى شوارع و دروب القرى و المدن الصغرى على شكل مجموعات تتربصن بالمارة في الأماكن العمومية و ملتقيات الطرق و الإشارات الضوئية تطالبنهم بنبرة بريئة "اعطينا فلوس عيشور" و كأنهن تطلبن شيئا مباحا و بديهيا معتقدات ان الكل على علم بالمناسبة و في المقابل نجد من الناس من يجود عليهن بالقليل مما لديه و منهم من ينهرهن و منهم من ينصحهن أو يتحاشاهن و هذا أضعف الإيمان فهلا ينتبه الأباء و المسؤولون على حد سواء ٌإلى مساوئ هذه الظاهرة المتمثلة في إحراج المارة و عرقلة السير خصوصا في المدن ،من جهة و من جهة ثانية لانعكاساتها السلبية على المتسولات الصغيرات أنفسن لأنها تحط من كرامتهن و قد تنال من براءتهن سيما حين تتواجد بينهن طفلات يافعات تغادرن منازلهن صباحا و لا تعدن إلا بعد ان يسدل الليل خيوطه؟!. فحينما يتعلق الأمر بحماية أبنائنا و صيانة كرامتهم و حسن تنشئتهم، و مهما بلغت حاجتنا و اختلفت أعذارنا، وجب أن نحكم عقولنا و لا نترك مجالا متاحا لمنطق*الغاية تبرر الوسيلة*