بسم الله الرحمن الرحيم,إن الحمد لله نحمد ونستعينه,الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات,الحمد لله الذي جعل لنا من كل ثانية في أعمارنا مواسم للعبادة والطاعات,نحمده تعالى على نعمه الكثيرة وآلائه الجسيمة, لانحصي ثناءا عليه,هو كما أثنى على نفسه ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.وأصلي وأسلم على خير الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي علم الله به البشرية وهداها وفتح به أعينا عميا وقلوبا متحجرة صلدى,ورضي الله على جميع أصحابه الكرام البررة وعلى التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة هي وصاحبها في النار. ثم أما بعد : فإن من رحمة الله تعالى بنا نحن أمة الإسلام أن جعل كل أعمالنا عظيمها ويسيرها دقها وجلها طاعة له وعبادة نؤجر عليها.ومن أمثلة هذه العبادات عبادة أصبحت مألوفة عندنا أصبحنا لانعرف قدرها ولا الحكمة منها, على حد رأي هيجل، ليس كل مألوف معروفاً, فزهد الناس فيها ولم يرعوها حق رعايتها فضاعت وضاعت معها عبادات أخرى مرتبطة بها.إنها عبادة الوضوء.وسنحاول إنشاء الله أن نبين في هذه الرسالة المتواضعة فضل عبادة الوضوء حتى نؤديها وفق ماشرعه الله لنا وعلى الكيفية التي وصى بها رسولنا صلى الله عليه وسلم. أولا مشروعية الوضوء : الدليل الأول القرءان الكريم حيث قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " الدليل الثاني السنة : عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ). الدليل الثالث الإجماع: إنعقد إجماع المسلمين على مشروعية الوضوء من لدن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى يومنا هذا فصار معلوما من الدين بالضرورة. كيفية أدائه: _النية (دون التلفظ بها),فالنية محلها القلب. _ تسمية الله تعالى.بقولك : "بسم الله الرحمن الرحيم" وقد أوجب ذلك بعض أهل العلم مع الذكر، فإن نسي أو جهل فلا حرج. _الإستنجاء _غسل اليدين (ثلاثا) _المضمضة (ثلاثا) _الإستنشاق(ثلاثا) _غسل الوجه (ثلاثا) _غسل اليدين إلى المرفقين (ثلاثا) _مسح الرأس (مرة واحدة) _مسح الأذنين (مرة واحدة) _غسل الرجلين(مرة واحدة) _ ذكر الله بعد الفراغ من الوضوء فرائض وسنن الوضوء : فرائضه: 1 -النية : وهي أن ينوي المتوضأ الطهارة من الحدث أو أن ينوي الوضوء أو ينوي رفع الحدث ، والدليل على أن النية فرض في الوضوء قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات " 2 -غسل الوجه : حد الوجه الذي يجب غسله في الوضوء من أعلى ، هو منبت شعر الرأس المعتاد للإنسان فوق الجبهة ، فلا يجب على الأصلع الذي انحسر شعر رأسه إلى أعلى لا يجب عليه غسل صلعته وحدّ ما يجب غسله من أسفل الوجه هو الذقن في حق من ليست له لحية وإلى منتهى اللحية فيمن له لحية وحدّه عرضاً : من وتد لأذن إلى وتد الأذن ، والوتدان غير داخلين في الوجه ، فلا يجب غسلهما. 3 - غسل اليدين إلى المرافق : ويجب غسل المرفق وتدوير الماء عليه وهو فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – بإدخال المرفق في الغسل. 4 - مسح الرأس : يجب مسح جميع الرأس من أعلى الجبهة إلى منتهى الجمجمة. 5 - غسل القدمين : من فرائض الوضوء غسل القدمين إلى الكعبين ، مع إدخال الكعبين في الغسل ، والكعبان هما : العظمان البارزان في أسفل الساق. 6 – الموالاة : الموالاة ويعبر عنها أحياناً بالفور ومعناها : الإتيان بأفعال الوضوء متصلة من غير تفريق طويل. سننه : 1 -البسملة 2 -البدء بالمضمضة و الاستنشاق قبل غسل الوجه 3 -الاستنشاق باليسار 4 -المبالغة بالمضمضة و الاستنشاق : لغير الصائم 5 -المضمضة و الاستنشاق من كف واحدة 6 -السواك و محله عند المضمضة : لحديث ( لولا ان يشق على امتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ) رواه احمد و النسائي 7 -تخليل اللحية الكثيفة : عند غسل الوجه ( كان - صلى الله عليه و سلم - يخلل لحيته في الوضوء ) اخرجه الترمذي 8 -مسح الرأس 9 -تخليل اصابع اليدين و الرجلين : لحديث :"أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع" 10 -التيامن و هو البدء باليمين من اليدين و الرجلين قبل اليسار : لحديث ( كان الرسول - صلى الله عليه و سلم - يعجبه التيمن في تنعله .... و طهوره ) متفق عليه 11 -الزيادة على الغسلة الواحدة الى ثلاث غسلات : في غسل الوجه و اليدين و الرجلين 12 -النطق بالشهادتين بعد الفراغ من الوضوء : بان يقول ( اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، و اشهد ان محمداً عبده و رسوله ( 13 -الوضوء في البيت : قال - صلى الله عليه و سلم - ( من تطهر في بيته ، ثم مشى الى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله ، كانت خطواته احدهما تخط خطيئة ، و الاخرى ترفع درجة ) رواه مسلم 14 -الدلك 15 -الاقتصاد في الماء 16 -صلاة ركعتين بعد الوضوء:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري 17 -إسباغ الوضوء : وهو اعطاء كل عضو حقه في الغسل فهو الاتمام و استكمال الاعضاء. فضائل الوضوء : _قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " _عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا " _قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " _عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ " أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ " والحمد لله رب العالمين.اللهم ألهمنا رشدنا وفقهنا في ديننا. أخوكم خليل أبوجهاد