يرجع الفضل ل "لامارك "وهو الفيلسوف الالماني في اول نظرية تطورية محدودة ومنطقية ، فنظرية لامارك ، كما هي معروفة ، تقول بان رقبة الزرافة الطويلة قد اتت من قيام اجيال متعاقبة من " الزراف" بمد رقابها ، من اجل الوصول الى غذاء كان ينمو في اماكن ابعد عن متناولها ، وهذا المد المستمر اكسب الزرافة هذه الخاصية ، وادى الى تعديل عضوي ، ومنه انتقلت من حجم المعزة الى ما نراها عليه اليوم في شكلها المعروف ... تتسم هذه النظرية بطابعها العلمي العقلاني في نظر الانسان العادي مثلي .. خصوصا وهو يرى على الساحة المغربية ما يبرر معقولية وعقلانية هذه النظرية ... والا بماذا تفسرون يدا كانت قصيرة ثم اصبحت طويلة ، تطال كل ما لم يكن يوما ما في متناولها ؟ فهذه صفة مكتسبة وليست موروثة ، كما ان اغلب " الزراف في المغرب " كن بحجم المعز ، ثم بالمد المستمر طالت اعناقهم ، وهي خاصية ينفردون بها دون المخلوقات الاخرى ... تصوروا لو حاولنا انا وانتم ، الوصول الى شيئ نحن في امس الحاجة اليه ، فلن نستطيع ذلك مهما حاولنا ، بل قد نلقي ، بايدينا القصيرة الى التهلكة ... فما علينا الا الاكتفاء بغذاء شحيح ، بخلاف الزراف الاخرين بواسطة اياديهم الطويلة ، وعنقهم العملاق فهم لايعانون الاملاق ، يقتاتون و"يرعون" في بساتين فيها انهار واشجار ، تؤتى اكلها باذن ربها ، فيها من كل فاكهة زوجان ، الى جانب لحم طير مما يشتهون فوق موائد الرحمان ، ونخل ورمان داخل غرف البرلمان بعيدين عن كل حساب وحتى ختان لهم جزاءا بما سقوا لنا عبر البرلمان الذي يمدون اليه اعناقهم في هذه الايام ... تراهم من مسافات منتصبين في المجالس ، يوظبون هذه الايام اشياء لصالحهم ، ويكيفون كل شيئ حسب اهدافهم ، في كل مناحي الحياة : الانتخابات الاتية ، والمناصب ، والجماعات ، والميزانيات ، والترقيات ، والتوظيفات ، والشركات بالمممارسات والرياضات الخاصة للزرافات ... محمد بلكميمي / بولمان