كم اشتقت إلى ذلك الصوت الذي كنت اسمعه بين الفينة و الأخرى ،كنت إذا سمعته فقط اعرف أنني موجودة . لك الصوت فقط الذي يخول لي سماع ما يدور حولي ،كنت اسمعه في صمته و أصغي إليه حال سكوته ، ربما لاني أحس أنني أتكلم نيابة عنه .كانت لغة العيون هي كل ما يجمعنا ،فنظرة منه تقتلني ،و نظرة مني تعيده إلى الحياة . أوقاتا كثيرة كان يحاول إخفاء أمور عني ، لكن علاقتي الوطيدة مع عينيه كانت تكشف لي – كل خفياه – كل نوياه . كانت تبيح لي بأسراره بنزواته وحتى بخياناته .كنت اسمعهما بإصغاء دون أن احتج أو ينتابني أدنى ريب بان ما تقلانه كذب أو زور . مرات عديدة حاولت أنا الأخرى إخفاء ما يجوب بخاطري ,لكن للأسف عيناي الاخريتان كانتا تبيحان له بكل شيء.. إلى أن اكتشفت طريقة تحول دون كشف كل أسراري له ألا وهي عدم النظر في عينيه حين الكلام .