كما لو أنها مشاهد من أفلام الرعب، لكنها في الحقيقة تفاصيل جريمة شنعاء راح ضحيتها طفل، فيما كاد أن يلحق به شقيقه، بعدما تم الاعتداء عليهما مؤخرا بطريقة شنيعة من طرف شاب تربص بهما عندما كانا يرعيان قطيع ماعز بدوار أسرحن بالجماعة القروية الدردارة بإقليم شفشاون. تفاصيل الجريمة الشنعاء، التي انكشفت خيوطها أثناء إعادة تمثيلها من طرف المتهم أمام الدرك الملكي بالمركز الترابي لجماعة الدردارة، بدأت حينما كان الجاني يحاول التقرب من الشقيقين التلميذين كلما خرجا في مهمة رعي قطيع ماعز أسرتهما، كي يكسب ثقتهما في محاولة لتنفيذ مخطط له يهدف من ورائه إلى سرقة القطيع، لكن يقظة الشقيقين رغم صغر سنهما، جعلته يفكر في تصفيتهما جسديا. وخلال اليوم الذي عمد الجاني إلى الاستيلاء على قطيع الماعز، تقدم إلى الشقيقين اللذين كانا يدرسان بمجموعة مدارس اليلصوتي، ويقومان أثناء وقت فراغهما برعي القطيع مستعينين ببعض الكلاب، حيث اقترب منهما، قبل أن يوجه ضربة قوية بحجر إلى رأس الأخ الأكبر، حيث سقط مغمى عليه والدماء تنزف منه، وظن الجاني أنه فارق الحياة، ففر الأخ الأصغر إلى وسط غابة، لكن حظه كان أسوأ من حظ شقيقه، فلحق به الجاني الذي أقدم على لف حبل حول عنقه، قبل أن يجره بواسطة الحبل، وعندما تأكد من وفاته ترك جثته في الخلاء، ثم عاد إلى قطيع الماعز، حيث شرع في البحث عن وسيلة نقل تحمل له القطيه من الدوار إلى مدينة شفشاون. وبعدما حل الليل، وبعد أن تأخر الشقيقان في العودة إلى بيت الأسرة، انطلق هذه الأخيرة بمساعدة أبناء الدوار في البحث عن الطفلين، قبل أن يتلقى مركز الدرك الملكي إخبارية من شيخ الدوار تفيد باقتياد شاب لقطيع ماعز في المساء نفسه، وهي الأخبار التي كان قد استقاها الشيخ من أحد المواطنين الذي التقى الجاني وهو يبحث عن وسيلة نقل يقل على متنها القطيع، مما أثار شكوكه، حيث التقى الشيخ صدفة فأخبره بالأمر، حيث انتقل عناصر الدرك إلى أحد أسواق عرض قطعان الأغنام والماعز بشفشاون، فتمكنوا من اعتقال الجاني، الذي تعرف عليه الأخ الأكبر بعد تحسن حالته الصحية بمستشفى سانية الرمل بتطوان، قبل أن يحال الجاني على السجن المحلي بالمدينة، في انتظار محاكمته على جرائمه الشنعاء.