نفت حركة "النهضة" الإسلامية - التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس الأربعاء صحة شريط الفيديو الذي تداولته مؤخرا شبكات التواصل الاجتماعي وتضمن تصريحات لرئيس الحركة راشد الغنوشي أثارت جدلا واسعا بالأوساط السياسية التونسية. وفي الفيديو ظهر الغنوشي في اجتماع نادر مع سلفيين وهو يقول إن العلمانيين يسيطرون على كل مفاصل الدولة بما في ذلك الاقتصاد والجيش والإعلام داعيا السلفيين للتحرك بحرية بعد أن أصبحت المساجد في أيدي الإسلاميين.
لكن حركة النهضة قالت في بيان حصلت وكالة "الأناضول" للأنباء على نسخة منه :"إن الفيديو مفبرك وإنه يتضمن فقرات مقطعة ومركبة من كلام الغنوشي".
وأوضح البيان أن تصريحات الغنوشي التي تضمنها الفيديو كانت في شهر فبراير/ شباط الماضي؛ حيث كان رئيس حركة النهضة يتناقش مع مجموعة من الشباب السلفي حول الفصل الأول من مشروع الدستور التونسي الجاري صياغته حالياً.
وشدد البيان على أنه تم إخراج جمل وفقرات عن سياقها وتركيبها ممّا حرّف معانيها.
ودعت النهضة في البيان إلى تجنب اعتماد ما اسمته ب "أساليب الجوسسة والتركيب" الموروثة عن النظام السابق".
وقال راشد الغنوشي على صفحته الرسمية في "فيس بوك" إنه "تم إخراج جمل وفقرات عن سياقها وتركيبها مما حرف معانيها وهذا سلوك وعودة إلى الأساليب البالية للتشويه".
وأشار إلى أن الجملة التي نطق بها في الفيديو ''الشرطة غير مضمونة'' جاءت في سياق الحديث عن احتواء كل المؤسسات على أقليات فاسدة مرتبطة بالنظام السابق وهي التي تعرقل إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الجمهورية، وهذا ما يقوله رجال الأمن أنفسهم.
وقال ان حركة النهضة أكدت ثقتها في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، وتدعو لتطويرها وتوفير إمكانيات إضافية لها للارتقاء بأدائها.
وكان نشطاء ومدونون على الإنترنت قد انتقدوا الغنوشي بسبب التصريحات التي وردت في الفيديو الأخير منسوبة لها ومنها دعوته السلفيين للسيطرة على المساجد، واعتبروا ان خطابه به "ازدواجية".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت شريط فيديو لزعيم حزب حركة "النهضة" الإسلامي، الذي يقود الحكومة التونسية، أثار "ضجة" إعلامية وسياسية، واعتبر دليلاً واضحاً على ازدواجية الخطاب، وزاد في تعميق أزمة الثقة بين النهضة والعلمانيين، الذين رأوا فيه "تهديداً للمكاسب الحداثية التي تحققت في تونس، وسعياً لأسلمة مؤسسات الدولة وأجهزتها".
وظهر الشيخ الغنوشي في التسجيل وهو في حوار مع بعض السلفيين، وهو منهمك في توضيح وضع الإسلاميين في الواقع الحالي بعد الثورة، حيث قال لهم إن "حركة النهضة رغم أنها حققت نتائج إيجابية في الانتخابات الماضية وأصبحت تدير العملية السياسية في البلاد، فإن مفاصل الدولة مازالت بيد العلمانيين".