يعيش المغاربة هذه الأيام في ظل حالة من الترقب انتظارا لأي قرارات جديدة بشأن نهاية حالة الطوارئ، وكذا الحسم في الشكل الذي ستتخذه صلاة التراويح هذا العام، بعد فترة من الاغلاقات المتكررة التي أنهكت الجميع. ولحدود هذه اللحظة، لم تقم الحكومة بإصدار أي من قراراتها الرسمية بخصوص صلاة التراويح، حيث ينتظر الجميع حلول شهر رمضان الكريم خلال الأسابيع المقبلة. الوضعية الوبائية مصطفي الناجي، مدير مختبر علم الفيروسات، أورد أن "الحالات في تناقص مستمر وحتى المتواجدة منها في قسم الانعاش، ولا يوجد هناك أي مانع لتأجيل صلاة التراويح في الجماعة مع احترام تام للتدابير الاحترازية، وحث الناس على تلقي الجرعة الثالثة". وأضاف الناجي في تصريح ل"فبراير.كوم"، "ما يقع في الملاعب والأسواق والمواصلات من اكتضاض ليس بأمر عادي، ولا يمكننا أن نقف عند صلاة التراويح ونقول أنه لا يمكننا أخذ قرار بهذا الخصوص". وتابع مدير المختبر، "وبالتالي فالأجدر هو لا نلقي الحمل على المساجد وحدها في اتخاذ التدابير المعقلنة للحفاظ على ما اكتسبناه، وإنما أن نعتمد سياسة واحدة في مختلف الأنشطة التي تعرف حضورا كبيرا من الناس". وأردف المتحدث، "لذلك لا يمكننا التكلم عن صلاة التراويح بهاته الطريقة إن كانت باقي المرافق تعرف تجاوزات بهذا الخصوص". المكتسبات مصطفي الناجي، مدير مختبر علم الفيروسات، أكد أن هناك مجموعة من القرارات منها ما هو سياسي واقتصادي وصحي، مبرزا، "لكن ما أرغب بالتفصيل فيه هو طبعا اختصاصي المتمثل في المجال الصحي". واسترسل الناجي، "من الناحية الصحية فالتدابير الاحترازية ضرورية جدا، ولا تناقش كما أنه من الواجب أن يطعم المغاربة بجرعات اللقاح الثلاث". واستطرد قائلا: "أما على المستوى الاقصادي فالعجلة متضررة، والكل يسعى لانعاشها من جديد، لكن دون الضرب في هذه المكتسبات التي حققناها جميعا قبل عامين من الآن". واستنتج المتحدث عينه، "وهو ما جعلنا اليوم نتبوأ المنطقة الخضراء، ولكن يجب علينا بالضرورة المحافظة عليها، ونسارع بالتوجه بها نحو الأمام، عن طريق التدابير المعقلنة والمستدامة". وواصل الناجي، "الأكيد أن الكل منهك من تداعيات الفيروس، لكنه ما يزال بيننا وهذا لا يبرر ضرب كل مجهود قدمناه سعيا لهاته المكتسبات التي توجد اليوم على أرض الواقع". وختم مدير المختبر: "وفي ظل هاته الظروف لا ننسى كذلك أن بلدان أخرى، ما زالت تعيش على وقع الإغلاق، كما أن هناك إمكانية إنتاج متحورين آخرين، لذلك فالعقلاني هو أن نعود للضوابط الاحترازية ونحترم اعتمادها في جميع الأنشطة".