"الإشارات القادمة من المغرب إيجابية، لكن من السابق لأوانه تحديد موعد لإنهاء الأزمة الثنائية بين البلدين"، كانت هذه تصريحات وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، في معرض اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس. وجاءت هذه التصريحات الحذرة من رئيس الدبلوماسية الإسبانية، انتظارا لمن ستؤول له وزارة الخارجية المغربية، والتي عين الملك محمد السادس المسؤول الأول عن السياسة الخارجية للمملكة، مساء أمس، رجل ثقته ناصر بوريطة. وترجح المعطيات كفة تقدم المصالحة المغربية الإسبانية إلى الأمام، وإعطائها السرعة النهائية بغية إنهاء ملف دبلوماسي متشعب، ظهرت بوادره قبل أن يتفجر في ماي الماضي عندما استقلبت مدريد زعيم البوليساريو للعلاج في مستشفياتها بهوية مزورة. وكان آخر تواصل رسمي بين وزيري الخارجية المغربية والإسبانية، تم عبر الهاتف على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، واتفقا على اللقاء "في أقرب وقت ممكن"، وكشف الوزير الإسباني بهذا الصدد أن المحادثة جرت قبل أسبوعين، ولم يكن هناك مزيد من التقدم في المقابل. وتواصلت خلال الأيام الأخيرة خطابات الود والتقرب من الجانب الإسباني، خاصة بعد قرار المحكمة الأوروبية بإلغاء اتفاقية الفلاحة والصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وثمنت تلك الخطابات العلاقات التاريخية بين المغرب وإسبانيا. وكان آخرها تصريح وزير الداخلية الاسبانية مارلاسكا الذي أكد اليوم الجمعة، أن المغرب لم يستخدم الهجرة، أداة للضغط على بلاده وعلى الاتحاد الأوروبي، وقبل أسبوع قال وزير الفلاحة الإسبانية إن العلاقات مع المغرب جوهرية وإسبانيا ونعتبره شريكا استراتيجيا. في غضون ذلك، رفض الكونغرس الإسباني بشكل كلي، فكرة طرح مبادرة من حزب "فوكس" للنقاش، تدعو إلى ضم مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى حلف الناتو، وأشارت تقارير إسبانية إلى أن الكونجرس رفض المقترح مغبة إغضاب المغرب. جدير بالذكر أن وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانشا غونزاليس لايا، تمثل أمام قاضي التحقيق في محكمة سرقسطة، للإدلاء بشهادتها في دخول إبراهيم غالي غير القانوني أبريل الماضي. ومن المرتقب أن يسبق إتمام عملية المصالحة الإسبانية المغربية، تعيين سفير جديد لإسبانيا في الرباط، وإعادة السفيرة المغربية كريمة بنيعيش إلى مدريد رغم الأخبار التي راجت عن تعيين سفير مغربي جديد بالمملكة الإيبيرية.