أصبحت "أرانشا غونزاليس لايا"، 52عاما، وزيرة الشؤون الخارجية، "الوحش الأسود" للسلطات المغربية. كانت هي التي راهنت، ضد إرادة زميلها من وزارة الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، على إدخال زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، خلسة، وبهوية مزورة، الى اسبانيا في 18 أبريل الماضي، بعد إصابته بفيروس "كورونا" "كوفيد -19". الأزمة مع الرباط، دفعت رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، الى قلب الطاولة على وزيرة الخارجية، التي تذرعت ب"أسباب إنسانية" للتستر على غالي، المطالب في قضايا جنائية، ليحل محلها مانويل ألباريس، 49 عامًا، وهو دبلوماسي محنك مرتبط بحزب العمال الاشتراكي الذي كان رئيسه. على الرغم من أن لغة "آرانشا غونزاليس لايا" كانت أكثر اعتدالًا من لغة وزيرة الدفاع، "مارغريتا روبليس"، التي جاءت للتنديد ب "ابتزاز" المغرب في سبتةالمحتلة، لكنها أيضًا أقل تصالحية مع المغرب من لغة "غراند مارلاسكا"، وزير الداخلية. تحاول مدريد من وراء اقالة وزيرة الخارجية، "آرانشا غونزاليس لايا"، "ارضاء" المغرب، وطي صفحة الأزمة معه، غير أن " الأسباب العميقة لهذه الأزمة ستستمر، طالما استمرت مدريد في تجاهل مطالب المغرب بشأن قضية الصحراء، وإصرارها على معاكسة سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية". لم يكن تعيين "مانويل البارس" كبديل ل"غونزاليس لايا" في وزارة الخارجية، خيارا سيئا، لكن السلطات المغربية كانت تفضل على الأرجح وزير الفلاحة لويس بلاناس، الذي شغل طيلة ست سنوات (2004-2010) سفيرا لإسبانيا في الرباط. سترمى غونزاليس لايا الى رفوف التاريخ كوزيرة للأزمة مع المغرب، لكن لديها في سجلها إنجازات أخرى مثل الاتفاق بشأن جبل طارق الذي تم التوصل إليه ليلة رأس السنة مع المملكة المتحدة قبل إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وينص الاتفاق على انضمام المستعمرة البريطانية إلى الفضاء الأوروبي للتداول الحر، ولكن دون الدخول رسميًا في معاهدة "شنغن". هذا يجعل الصخرة أكثر اعتمادًا على إسبانيا. من الداخل، في وزارتها، لم تترك غونزاليس لايا، ذكرى جيدة جدًا. فقد تركت السفارات مثل أثينا ونيودلهي، وقبل كل شيء، لندن شاغرة لأشهر، كما استفادت من العديد من عطلات نهاية الأسبوع للقيام برحلات خاطفة، يبدو أن بعضها لا يهم السياسة الخارجية الإسبانية.