قالت صحيفة "إلكونفيدينثيال" الإسبانية، إن التعديل الوزاري الذي قام به بيدرو سانشيز في حكومته الإئتلافية، والذي شمل تنحية وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليز لايا، وتعويضها بالديبلوماسي، مانويل ألباريس، هو محاولة وبادرة من سانشيز لإرضاء المغرب. وأضافت الصحيفة المذكورة في تقرير أعده الصحافي الملم بشؤون المغرب، إغناسيو سيمبريرو، بأن إسبانيا تعيش أزمة ديبلوماسية مع المملكة المغربية، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، وقد اشتدت الأزمة باستقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي. وأشار التقرير، بأن وزيرة الخارجية المتنحية عن منصبها، أرانشا غونزاليز لايا، هي التي راهنت على إستقبال غالي في إسبانيا، بالرغم من معارضة وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، وقد أصبحت بذلك هي "الوحش الأسود" للسلطات المغربية، ولم يكن ليُرضي المغرب شيء عدا تنحيتها من منصبها. ووفق الكونفيدينثيال، فإن الإسم الذي عوض لايا، السفير الإسباني في باريس، مانويل ألباريس، هو اختيار ليس سيء بالنسبة للرباط، لكن المملكة المغربية حسب ذات التقرير، كانت تُفضل، على الأرجح، وزير الفلاحة لويس بلاناس، الذي شغل منصب سفير إسبانيا في المغرب بين 2004 و 2010، وكان من الأسماء المرشحة لتعويض لايا. ويرجع هذا التفضيل المغربي لبلاناس، حسب تقرير الصحيفة الإسبانية، إلى التقارير الذي سربها موقع ويكيليكس في وقت سابق، والتي كشفت تحمس لويس بلاناس لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب في سنة 2007، عندما كان سفيرا لمدريد في الرباط، وأظهرت حرصه على مساعدة المغرب على تحسين عرضه لمبادرة الحكم الذاتي. وحسب إلكونفيدينثيال، فإن البادرة الإسبانية لا يُعرف ما إذا كانت ستعمل على طي ملف الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، بالرغم من أن جوهر الخلاف قائم على قضية الصحراء، إلا أنها كفيلة بتخفيف حدة التوتر بين الطرفين. هذا وأشار التقرير، بأن لايا ستُذكر تاريخيا بأنها كانت السبب في الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، بالرغم من بعض القرارات الجيدة، كالاتفاق مع بريطانيا حول وضعية جبل طارق بعد البريكسيت، لكن عموما، وخاصة على المستوى الداخلي، فإن ذكريات لايا ليس جيدة، حيث تركت العديد من المناصب الديبلوماسية شاغرة، كما استفادت من العديد من العطل والرحلات خارج إطار العمل الديبلوماسي. وكانت تقارير إعلامية إسبانية كشفت أن أرانشا غونزاليز لايا، هي التي وقفت وراء إدخال زعيم البوليساريو إلى إسبانيا لتلقي العلاج من إصابته بفيروس كورونا المستجد، بالرغم من معارضة عدد من أعضاء الحكومة الإسبانية، وعلى رأسهم وزير الداخلية، وكان هذا القرار هو الذي فجر الأزمة مع الرباط وأدى بها إلى ترك منصبها مرغمة.