في وقت كانت يراهن مهندسو العلاقات المغربية الإسرائيلية على المضي قدما وبسرعة في تطبيق معالم التعاون في مجالات كالدفاع والاستخبارات وكذا السياحة فضلا عن التعاون الدبلوماسي، يظهر جليا في الآونة الأخيرة، نوع من "البرود" بين الرباط وتل أبيب وصل إلى مستوى تجميد الرحلات الجوية وعدم بدء الخدمات القنصلية، إضافة إلى عدم افتتاح سفارة إسرائيلية إلى الآن واعتماد مكتب الاتصال فقط كمقر للبعثة الدبلوماسية الإسرائيلية، في وقت كان الاتفاق على إنشاء علاقات دبلوماسية كاملة. وكان الحديث بعد توقيع الاتفاقية الثلاثية قبل 10 أشهر ينصب حول رحلات سياحية لا تتوقف بين مطارات البلدين، إلا أنها اقتصرت في الواقع على رحلات معدودة وصلت الصيف المنصرم إلى مطار مراكش من تل أبيب. وفي المجال الدبلوماسي، اقتصرت الزيارات الرسمية على وصول وحيد لوزير الخارجية الإسرائيلية مائير لبيد ولقائه نظيره المغربي ناصر بوريطة في الرباط غشت الماضي، في حين كانت تقارير إسرائيلية قد تحدثت عن زيارة بوريطة إلى تل أبيب، وهو الأمر الذي لم يحدث إلى الآن. وكانت العلاقات بين الطرفين قد استؤنفت دجنبر الماضي في أعقاب اتفاقيات إبراهيم، بعدما كان المغرب قد جمد لسنوات طويلة مكتب الاتصال وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وارتباطا بموضوع الزيارات الرسمية قالت قناة "i24" الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، من المقرر أن يزور المغرب بشكل رسمي لعقد محادثات وتوقيع اتفاقيات مع الجانب المغربي، لكنها لم تعطي وقتا محددا للزيارة، وأشارت أنها ستكون خلال الأشهر القادمة وحول البرودة أو ما يشبه تجميد العلاقات، قالت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أن مصادر لها أشارت إلى أن المغاربة لا يحصلون على تأشيرة للدخول إلى إسرائيل من المكتب الدبلوماسي المعتمد في الرباط، إذ لم يبدأ بتقديم الخدمات القنصلية التي كانت مرتقبة. وعلى ضوء هذا التطور، أضافت الصحيفة المتتبعة للشأن الإسرائيلي، أنه أصبح لزاما على المغاربة الراغبين في زيارة إسرائيل الحصول على التأشيرة من السفارة الإسرائيلية في إسبانيا أو فرنسا أو تركيا، ويستعمل أغلبهم تركيا أو فرنسا، وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على التأشيرة قبل تطبيع العلاقات. وأردفت ذات الصحيفة أن مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب يتشدد في منح التأشيرات للإسرائيليين بمن فيهم اليهود من أصل مغربي، وكذلك التريث في الحسم في ملفات الإسرائيليين الذين يرغبون في استعادة الجنسية المغربية. وفي ظل تكتم واضح، لم تصدر توضيحات من الجانب المغربي ولا من الجانب الإسرائيلي لشرح ماهية توقف الرحلات الجوية والتشدد في إصدار التأشيرات فضلا عن البرود الدبلوماسي. جدير بالذكر أن العلاقات المغربية الإسرائيلية، اعتبرت من قبل السلطات الجزائرية مصدر تهديد لها، وسببا برر من خلاله رمطان العمامرة وزير الخارجية الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.