أكد الحو في تصريحاته ل"فبراير" إلى أن مبادرات المملكة للصلح مستمرة إلى الآن، أبرزها مبادرة الملك محمد السادس تكوين لجنة بين الدولتين لمناقشة كل القضايا العالقة. واستطرد المحلل السياسي المغربي معلقا على تصريحات المسؤول الجزائري قائلا إن الأخير "أعدم الحاضر والمستقبل بهذا التصريح"، مؤكدا على أن مستقبل العلاقات هو في يد الشعب الجزائري المناهض للنظام العسكري الجزائري، والمناضل ضده عبر الحراك الأسبوعي المستمر. وبخصوص تصريح المسؤول الجزائري بعدم إعادة الجزائر سيناريو عام 1988، قال صبري الحو ل"فبراير" إن النظام العسكري في الجزائر ومنذ توليه مقاليد الحكم، جعل من النظام الملكي المغرب عدوا افتراضيا لمصالحه وعقيدته، لبسط سيطرته على الوضع الداخلي الهش لكسب نوع من الشرعية. وحول تاريخ الوساطات بين المغرب والجزائر ذكر المتحدث ذاته ل"فبراير" أن أبرزها تمثل في الوساطة السُعودية سنة 1987 بما سمي بلقاء "أعمال الخيام"، أدت لانفراج في العلاقات، لم تعمر طويلا خاصة بعد إلغاء العسكر الجزائري نتائج انتخابات 1989 والتي أعطت الفوز لجبهة الإنقاذ الجزائرية. وأضاف الحو أن خطاب الجزائر تغير بعد ذلك رأسا على عقب، إعلاميا وسياسيا، بسبب رغبة النظام العسكري العودة إلى الوضع الأول واعتبار المغرب عدوا للجزائر، وزكى هذا الوضع، يضيف الحو ل"فبراير"، أحداث مراكش سنة 1994 وما تلاها من فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين وإغلاق الجزائر حدودها مع المملكة. وكان قد عبر النظام الجزائري عن رفضه استئناف العلاقات مع المغرب والعودة إلى "الوضع السابق"، ما قبل تاريخ 24 غشت الذي أعلنت فيه قطع علاقاتها مع الرباط، مستبعدة ذلك تماما في "الوقت الحاضر وفي المستقبل"، واضعة حدا لكل القراءات حول وساطة دولية محتملة لتطبيع العلاقات مع الرباط. واستبعد الجزائر فكرة التقارب مع المملكة المغربية، حسب ما أكده مسؤول جزائري سام في تصريحات لموقع "سبوتنيك" الروسي، الذي أوضح بأن "القرار السيادي للجانب الجزائري القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مؤسس ومناسب بالنظر إلى الانتهاك الخطير والمستمر من جانب المغرب للالتزامات الأساسية التي تنظم العلاقات بين البلدين". وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد أعلن يوم 24 غشت الماضي عن قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مع المملكة المغربية. وأضاف المسؤول الجزائري في تصريحاته للوكالة الروسية بأن الجزائر غير مستعدة لما سماه" تكرار سيناريو يوليو 1988 الذي سمح للبلدين بإعادة العلاقات بينهما بعد 12 عامًا من قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما" ، بسبب ما وصفه ب"تراجع الملك الحسن الثاني بسرعة كبيرة عن التزاماته فيما يتعلق ببناء اتحاد المغرب العربي وتسوية الصراع في الصحراء الغربية". وكان المغرب قد قطع العلاقات مع الجزائر في عام 1976 من جانب واحد بسبب اعتراف الأخيرة بجبهة البوليساريو، ليتم استئنافها سنة 1988 بوساطة سعودية. وتداولت تقارير إعلامية في الآونة الأخيرة، أخبارا حول استعداد دول على غرار السعودية وموريتانيا وقبلهما فرنسا للتوسط بين البلدين من أجل استئناف العلاقات، ويعتقد صبري الحو المحامي والمحلل السياسي المغربي في تصريحات ل"فبراير" بهذا الخصوص، أن الجزائر لا تريد المصالحة بالرغم من خطاب مد اليد من الملك محمد السادس في خطابين ملكيين، وبيان وزارة الخارجية المغربية التي قال إنه لم يقطع حبل الوصال مع الجزائر عندما ذكر وقوفه مع مصالح الشعب الجزائري