في محاولة لكشف خفايا القرار الجزائري بقطع العلاقات مع المغرب، وأبعاده والأسباب والمبرارات التي عجلت بالنظام إلى اتخاذه، وصف المحلل السياسي، محمد شقير قرار النظام الجزائري القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، ب"المفارقة العجيبة"، ففي الوقت الذي تعمل فيه إسبانيا على تخفيف التوتر ما بينها وبين المغرب، نجد الجزائر تختار التصعيد ضد المغرب، مستغلة كل الظروف السياسية، من أجل اتخاذ هذا القرار، وهذا اتضح جليا في عدم قبول أي مبادرة مباشرة بعد إعلان المغرب سياسة اليد الممدودة منذ أكثر من سنتين، كان آخرها القرار الذي أعلن عنه الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير، والذي دعا المسؤولين الجزائريين إلى فتح الحدود وإعادة بناء العلاقات، لكن على ما يبدو هو أن قرار الملك أحرج النظام السياسي الجزائري، يكشف شقير. وأوضح شقير في تحليله أن النظام الجزائري لم يكن له من خيار آخر، في إطار اختياره لغة التصعيد، إلا المسارعة بإعلان قراره القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وهو القرار الذي كشف شقير أن الجزائر تريد من خلاله تأليب الرأي العام الجزائري ضد المغرب، وفي الوقت نفسه تجاوز الحرج السياسي الذي وقعت فيه السلطات الجزائرية أمام مبادرة اليد الممدودة للمغرب. وفي الوقت الذي توقع فيه المحلل السياسي شقير، القرار الجزائري ضد المغرب، إلا أنه عاد ليشدد على أن النظام الجزائري ليس له من مبررات سياسية ولا حتى قانونية تفرض اتخاذه لهذا القرار. وقال شقير في حواره مع "اليوم 24″، إن غضب الجزائر على المذكرة المغربية، لم يكن يستحق لا استدعاء السفير الجزائري للتشاور، ولا الوصول إلى قطع العلاقات مع المملكة. وكشف شقير أن كل المؤشرات تدل على أن المؤسسة العسكرية، تلعب دورا كبيرا وراء اتخاذ هذا القرار اليوم، خاصة من طرف الجنرال شنقريحة، الذي يوجد وراء اتخاذ قرار التصعيد ضد المغرب وقطع العلاقات معه. من جانب آخر، قال شقير إنه على المستوى العملي كان هناك قطع للعلاقات مع المغرب من طرف الجزائر، بدءا من التصعيد الإعلامي إلى العسكري، ومن تم فإعلان قطع العلاقات مع المغرب، سبقه تصعيد متواتر من النظام الجزائري، حين اعتبر النظام بأن التحالف المغربي الأمريكي والإسرائيلي، ومناورات الأسد الإفريقي تهديد مباشر له، وهو ما يفسر التصريحات التي كان يطلقها المسؤولون الجزائريون، لمواجهة أي تهديد على الحدود. ومن تم فعمليا حسب الباحث شقير، كان هناك قطع للعلاقات ليس بشكل مباشر، ولكن من خلال استمرار رفض الجزائر فتح الحدود، واستمرار إغلاقها لسنوات، ومن تم فقرار اليوم يجسد كل هذا الواقع التصعيدي ضد المغرب الذي اختارت السلطة الجزائرية أن تمضي فيه، مفضلة استعداء المغرب، واعتباره هو العدو الأساسي، وهي المعطيات السياسية التي أدت في نهاية المطاف إلى إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب من طرف واحد، ومن تم يضيف شقير أن كل المؤشرات كانت تدل على قطع العلاقات مع المغرب بشكل رسمي، بعدما سعى النظام الجزائري إلى قطعها بشكل عملي. فحسب المعطيات التي رجحت سابقا، ومنها الدعوة الأمريكية لكل من المغرب والجزائر بالتخفيف من حدة التوتر، والتي قام على إثرها الملك محمد السادس بإعلان حسن نية المملكة، رأينا كيف تعامل النظام الجزائري مع دعوة المغرب، حين قرأنا الإعلان الرئاسي الجزائري الذي استعدى المغرب، واتهمه بأنه وراء الحرائق التي عرفتها الجزائر، وهذا الموقف يدل على أن الموقف الجزائري المتطرف سوف يتجاوز حدود استدعاء السفير الجزائري للتشاور إلى إعلان خطوات أكثر تصعيدا. يشار إلى أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أعلن مساء اليوم الثلاثاء، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المغرب، مدعيا أن المملكة وأجهزتها الأمنية تشن حربا ضد بلاده وشعبها.